رويترز- يبدو أن الأصدقاء أو “رفاق السوء” هم الأكثر تأثيراً في حشد العناصر لداعش، والتجنيد لصالح التنظيم الإرهابي. فقد توصل خبراء بريطانيون إلى أن التأثير الذي يمارسه المقاتلون المتطرفون في سوريا والعراق على أندادهم ورفاقهم أكثر فعالية من الدعاية الإعلامية التي يقوم بها داعش في اجتذاب المجندين الجدد في أوروبا.
وذكر المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي في دراسة ستنشر الشهر المقبل أن الصداقة والصلات الأسرية أمران أساسيان في تجنيد المقاتلين اليافعين لا التسجيلات المصورة للتنظيم ورسائل الإنترنت.
وفي هذا السياق، أوضح بيتر نيومان، مدير المركز خلال مؤتمر عن التطرف في لندن “عندما تبحث في ما جعلهم يذهبون حقاً.. ستجد أن أحد الأسباب هو الغضب. لكن الأصدقاء هم حقاً من يدفعونك لاتخاذ قرار حزم حقائبك والسفر لا أي تسجيل مصور على الإنترنت.”
يافعون ومعزولون اجتماعياً
وفي بحث منفصل قدمه كمال ديب بوي في المؤتمر، وهو طبيب متخصص في التفاعل بين الثقافة والصحة النفسية من جامعة كوين ماري في لندن، توصل إلى نتيجة مفادها أن الأكثر عرضة للتطرف في بريطانيا، سيكونون على الأرجح يافعين ومعزولين اجتماعياً نسبياً لكن ليسوا وحيدين بالضرورة.
وأضاف نيومان أن المقاتلين الأجانب يستخدمون الضغط الذي يمارسه الأنداد أو الرفاق ليحثوا غير القادرين على التوجه إلى سوريا على شن هجمات في الوطن.
وأشار إلى وجود افتراض خاطئ بأن الدعاية الإعلامية على الإنترنت هي ذات التأثير الأكبر.
الصداقات المتينة والشعور بالواجب
إلى ذلك، حلل المركز الذي جمع بيانات عن 700 مقاتل أوروبي في العامين الأخيرين، شخصيات 10 مقاتلين بريطانيين، وأعاد الباحثون بناء المسار الذي مشى عليه هؤلاء العشرة باتجاه التطرف مستخدمين المعلومات المفصلة التي عثروا عليها في تاريخ استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي.
ووجدت الدراسة أن الصداقات المتينة والشعور بالواجب كانا السببين الطاغيين لانضمام المقاتلين إلى صراع أجنبي وهي توضح لماذا كان المجندون الأوروبيون يبدون وكأنهم قادمون في مجموعات.
وقال نيومان إن استخدام المقاتلين في سوريا لوسائل التواصل الاجتماعي أظهر أيضاً أن الأشخاص الأكثر تأثيرا ليسوا المسؤولين الكبار في تنظيم داعش بل “المشجعين” للقضية وهم في الغالب لا يقطنون في العراق أو سوريا.
الصوتان الأكثر بروزاً.. أبو موسى جبريل وموسى سيرانتينو
وأشار نيومان إلى أن الصوتين المتشددين الأكثر بروزاً في هذا المجال كانا الأميركي أبو موسى جبريل وموسى سيرانتينو الذي يقيم في أستراليا. وأضاف أنه شهد أمثلة -وخصوصا بين النساء اللواتي ذهبن إلى سوريا- على كيفية الضغط على الأشخاص الذين يتم إعدادهم ليصبحوا مقاتلين متشددين ليفعلو شيئاً في وطنهم.
وقال “لقد عرفنا بهذا عبر الروايات المتناقلة ولست واثقاً من مدى انتشار هذا الأمر. بالتأكيد كانت هناك رسائل وتغريدات.. تقول للأشخاص بشكل محدد أن يبقوا في أماكنهم ويفعلوا شيئا هناك.”