سي ان ان — توفي في تونس القيادي البارز في الجبهة الشعبية المعارضة سنان العزابي بعد صراع استمر ثلاث سنوات مع مرض السرطان.
وربما أصبح اليساريون العرب يعرفون أكثر في السنتين الأخيرتين شخصيات يسارية تونسية أبرزهم الزعيمان المغتالان شكري بالعيد ومحمد البراهمي.
لكن سنان العزابي يعرفه جميع الناشطين اليساريين في تونس، وهو من مواليد عام 1966، ويعد أحد رموز الحركة الطلابية هناك زيادة على كونه من أبرز قياديي حركة الوطنيين الديمقراطيين التي كان يتزعمها شكري بالعيد الذي اغتيل في 6 فبراير/شباط 2013.
وسنان العزابي أحد أبرزي مدرسي الفلسفة في تونس، وسبق له أن تعرف على شكري بالعيد عندما كان الأخير يتزعم التيار اليساري للطلبة في الجامعة التونسية.
وسنة 1987، وفي خضم الأحداث التي شهدتها الجامعة التونسية، أصدر الرئيس السابق زين العابدين بن علي، الذي كان ساعتها رئيسا للوزراء ووزيرا للداخلية والدفاع أمرا باعتقال الطلبة “المشاغبين” وإلحاقهم بالجندية في أقصى صحراء تونس، وخاصة شكري بالعيد.
وفي معسكر التجنيد التقى سنان العزابي وشكري بالعيد الذي اختاره ليكون أحد أبرز رفاقه في حركته.
وبعد قليل من رحيل بن علي في خضمّ احتجاجات شعبية واسعة شارك العزابي وبالعيد في قيادتها، شخّص الأطباء مرض السرطان لدى الأول.
ومع اشتداد المرض في الشهور الأخيرة، نشر سنان العزابي، قبل أسابيع قليلة، رسالة لرفيقه الراحل بعنوان “شكري بالعيد: أخي الذي صادفته في الصحراء” قال فيها:
“هذا الشخص يدخل القلب مادام يبدو لي انّني قد رأيته قبل أن أولد هكذا حدّثتني نفسي وهكذا تمنّيت دائما وآبدا أن أكون شكري بلعيد .وأصبحت رسميا ناطقا باسم “الوطد” لسبب أوحد هو انني أحببت طريقة تأثيثه للعالم تاريخيا وجغرافيا. في الوقت الذي افتقرت فيه تونس إلى صورة المثقف الذي يرى بعيون شعبه كان هناك شكري بلعيد . شكري بلعيد يشبه طائرا قادما من كوكب أخر جعل الناس يرون الأحلام وهي تستوى واقعا. و هذا سبب كاف لنفهم لماذا خرج مليون و400 آلف مواطن لتشييعه إلى حيث يغفو. أنا لا أعرف شكري بلعيد ذاهبا، أعرفه فقط قادما.”
ويضيف العزابي بشأن مرضه “هاجمني المرض القاسي ولا أحد يعلم أن الشهيد البطل شكري بلعيد كان يقتطع من خبز عائلته لأكافح بعضا من قساوة المرض. ما أنا متأكد منه يا شكري آن قاتلك لا يعرفك و يوم يعرف أن وراء المناضل العظيم الذي كنت ولازلت، إنسانا عظيما سيطلق بنفسه النار على نفسه إلى يوم القيامة .عشيري الغالي اشتقت إليك.”
وإثر تلك الرسالة في يناير/كانون الثاني، لعب سنان العزابي دورا واضحا في الإعداد لإحياء الذكرى الأولى لاغتيال رفيق عمره.
وعشية الاحتفال بالذكرى، نشرت زوجته على صفحته في فيسبوك رسالة من سطرين “سنان العزابي يستعد للحاق بعشيره ورفيق عمره شكري بلعيد. نرجو أن يكون ذلك دون وجع أو ألم.” وبعد الانتهاء من إحياء الذكرى، أعلنت الجبهة الشعبية رحيل سنان العزابي.