تستعد حركة مجتمع السلم كبرى الأحزاب الإسلامية في الجزائر لعقد مؤتمرها الخامس تحت عنوان “حركة تتجدد، وطن ينهض” المقرر الخميس المقبل في القاعة البيضاوية في العاصمة الجزائرية.
وقال رئيس الحركة الحالي أبوجرة سلطاني في مؤتمر صحافي عقده اليوم الاثنين إنه لن يتم حسم مسألة قيادة الحركة، إلا في اليوم الأخير من المؤتمر، ورفض إعلان موقف صريح من جانبه لدعم أحد المرشحين، عبدالرزاق مقري أوعبدالرحمن سعيدي.
وأعلن أبوجرة أنه لا يعارض رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني أن تنتخب امرأة على رأس الحركة، التي تعد كبر حزب إسلامي في الجزائر. كما أكد سلطاني عدم ترشحه لرئاسة الحركة لعهدة ثالثة، وقال إنه يكتفي بالسنوات العشر التي قاد فيها الحركة، لكنه أكد أنه سيبقى برغم ذلك في المواقع القيادية للحركة.
وتشير بعض التخمينات إلى أن سلطاني قد يكون بتخليه عن منصب رئاسة الحركة، منخرطا في سياق تحضير نفسه للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في أبريل 2014.
“إخوان العالم” ضيوف على الجزائر
ويأتي مؤتمر إخوان الجزائر في ظل ظروف داخلية صعبة، تتصل بالمتغيرات السياسية المتسارعة في البلاد، نتيجة تحول حركة مجتمع السلم من شريك في الحكومة إلى حزب معارض، ورهانات تعديل الدستور والانتخابات الرئاسية المقبلة في أبريل/نيسان 2014، إضافة إلى تداعيات مرض الرئيس بوتفليقة.
وفي غضون ذلك، تسعى حركة حمس إلى إعطاء زخم إعلامي وسياسي ضخم لمؤتمرها الخامس، حيث دعت لحضوره عدة شخصيات سياسية ودعوية من قيادات أحزاب سياسية أجنبية، كالعدالة والتنمية من المغرب وحركة النهضة من تونس والعدالة والتنمية من تركيا، والأردن وسوريا، إضافة إلى شخصيات فكرية إسلامية تعيش في أميركا وأوروبا.
وقال المتحدث الإعلامي باسم الحركة فاروق أبو سراج الذهب لـ”العربية.نت” إن “الحركة تحاول خلال مؤتمرها المقبل تكريس صورة لحزب إسلامي وطني وديمقراطي، وكذا الاستمرار والصمود في خيار المعارضة الإيجابية الهادئة، وتجنب استعمال العنف تحت أي مبرر، والشراكة السياسية مع كل الأطراف الفاعلة في البلاد”.
وتحاول حركة مجتمع السلم إظهار انفتاح كبير في تعاطيها مع المجتمع السياسي والمدني في الجزائر، مستفيدة من رصيدها في المشاركة في الحكومة على مدار عقدين.
انقسامات ووهج خافت
ومن جهته، يعتقد محمد بغداد مؤلف كتاب “التركة المسمومة”، الذي يرصد مسار حركة مجتمع السلم بعد وفاة مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح، أن الحركة خسرت كثيرا من شعبيتها ورصيدها السياسي بفعل خطابها المزدوج، وعجزها عن تطوير أدوات عملها السياسي، وركونها إلى السلطة خلال عقدين شاركت فيها الحركة في الحكومة.
وقال رئيس لجنة تحضير المؤتمر نعمان لعور لـ”العربية.نت” إن 1400 مندوب يمثلون 48 ولاية، إضافة إلى الجالية في الخارج، سيحضرون المؤتمر.
وأضاف لعور أن كل الترتيبات اللوجيستيكية والفنية قد تمت لإنجاح المؤتمر، وقال “لقد استفدنا من تجارب المؤتمرات السابقة، وما يهمنا في المؤتمر الخامس هو أن يمر بهدوء ودون تشنج”.
وأشار لعور في هذا السياق بوضوح إلى مسار مرير شهدته الحركة خلال الخمس سنوات الأخيرة، حيث عرفت عقب مؤتمرها الرابع في أبريل 2008 انشقاق مجموعة من كوادرها، بقيادة وزير الصناعة السابق عبدالمجيد مناصرة، والذين أسسوا حزبا جديدا باسم “جبهة التغيير”، كما شهدت انشقاق مجموعة أخرى من الكوادر بقيادة وزير الأشغال العمومية عمار غول، بعدما رفضوا قرار خروج الحركة من الحكومة، وأسسوا لاحقا حزب تجمع أمل الجزائر “تاج”.
وبدأت قبل فترة لجنة وسلطة في مساعٍ للصلح وإعادة توحيد الحركة، ونجحت هذه المساعي بشكل جزئي، في استعادة عدد من الكوادر، بعد توقيع بيان الوحدة مع مجموعة حزب “جبهة التغيير”، خلال لقاء تم في تركيا على هامش مؤتمر نظمه حزب “السعادة” التركي حول نجم الدين أربكان، وتوسط فيه الداعية الموريتاني ولد أددو.
صراع ورهانات
وتبحث الحركة عن “شيخ” وقيادة جديدة تنسجم مع خيارها السياسي الجديد بعد إعلانها منذ يونيو/حزيران الماضي خروجها من حكومة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وفك ارتباطها بشريكيها في التحالف الرئاسي الداعم للرئيس بوتفليقة، التجمع الوطني الديمقراطي وجبهة التحرير الوطني.
ويوجد في مضمار السابق إلى قيادة أكبر حزب إسلامي في الجزائر نائب رئيس الحركة عبدالرزاق مقري، وهو صاحب مواقف راديكالية معارضة للسلطة، كما يوجد رئيس مجلس الشورى عبدالرحمن سعيدي الذي يحسب على الجناح المهادن للسلطة.
ويعتقد نذير مصمودي، المتابع للحركة الإسلامية في الجزائر، أن “هناك صراعا على رئاسة الحركة بات منحصرا بين عبدالرزاق مقري وعبدالرحمن سعيدي، وأنهما يبدوان أمام الجميع في الظاهر منسجمين، لكنني أرى أن لكل منهما طموحا، وهما يعملان على إخفاء رغبتهما في الترشح لرئاسة الحركة خلال المؤتمر المقبل”.
هااااااها بوجرة سلطانى حالتو حالة ………………..الجزائر