سي ان ان — رفض البطريرك الماروني اللبناني، الكاردينال بشارة الراعي، الانتقادات التي وجهت له بسبب زيارته التي يعتزم القيام بها إلى “الأراضي المقدسة” برفقة البابا فرانسيس الذي يعتزم زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية نهاية الشهر الجاري، قائلا إن القانون الكنسي يلزمه بزيارة رعاياه، معتبرا ما قيل حول الزيارة الأولى من نوعها من قيام إسرائيل “أمر معيب.”
ونقلت صحيفة “النهار” اللبنانية الواسعة الانتشار عن الراعي قوله الإثنين: “قداسة البابا سيشرف أراضي النطاق البطريركي بزيارته، ولا يليق إلا أن نكون في استقباله في الأراضي التابعة لنا بما فيها الأردن وفلسطين والتي هي اليوم أسرائيل. من ناحية ثانية لدينا هناك رعايا وأبرشيات ويجب ان نزورها مرة كل خمس سنوات وفق القانون الكنسي.”
تابع الراعي بالقول: “أعلم جيدا أن اسرائيل دولة عدوة وتحتل أراض لبنانية أيضا، وأحترم القوانين اللبنانية، وليس لدينا لقاءات مع شخصيات اسرائيلية. وانا آسف لأن بعض اللبنانيين يريدون أن يخلقوا مشاكلا حيث لا مشكلة. دعونا نحل المشاكل القائمة بدلا أن نوجد مشاكل جديدة… هذا معيب ومخز أن يسمعه العالم منا.”
وفي بيروت، أكد النائب البطريركي، بولس صياح، أن الراعي “سيتوجه إلى الأراضي المقدسة لاستقبال البابا فرانسيس من طريق الأردن والأراضي الفلسطينية، ومنها إلى القدس، وأنه لن يكون على متن الطائرة التي تنقل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم والوفد المرافق له وستحط في مطار اللد الاسرائيلي.” مؤكدا عدم وجود أبعاد سياسية للزيارة.
وبحسب الصحيفة، فإن الراعي سيلتقي باللبنانيين الموجودين في إسرائيل منذ العام 2000، وهم من العناصر السابقين في مليشيات لبنانية مؤيدة لإسرائيل فروا إليها مع عائلاتهم بعد انسحابها من جنوب لبنان، كما سيلتقي موارنة من كنائس محلية وهو مصر على زيارة قريتي إقرت وكفربرعم المارونيتين اللتين هجرتها عام 1948.
ونقلت الصحيفة عن مصادر ديبلوماسية قولها إن اسرائيل “أبلغت دوائر الفاتيكان أن لديها بعض الشروط على زيارة البطريرك الراعي للأراضي المقدسة في مواجهة الالتزامات التي اعلن عنها سابقا ومنها عدم مصافحة أي مسؤول اسرائيلي. ولفتت المصادر الى ان اسرائيل قد تلجأ الى حشر البطريرك بتوجيه وفد اسرائيلي لزيارته بقصد احراجه الامر الذي سيدفعه الى مراجعة الموقف قبل حصول الزيارة.”
بالمقابل، شنت صحف على صلة بقوى “8 آذار” التي يقودها حزب الله هجوما قاسيا على الراعي وزيارته، وقالت صحيفة “الديار” متسائلة: “هل سيصافح الراعي المسؤولين الاسرائيليين لدى نزوله من الطائرة مع البابا؟” أما صحيفة “السفير” فقالت إن هناك “اعتراضات متنامية” على الزيارة، خصوصاً من قبل بعض الدوائر المسيحية، مضيفة أن شخصيات مسيحية، نيابية وسياسية، ستزور الراعي، بعيداً عن الأضواء، في محاولة لثنيه عن الخطوة.
أما صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية فذكرت أن الزيارة – بحال حصولها – ستكون الأولى لبطريرك ماروني منذ قيام إسرائيل عام 1948، مضيفة أن البابا فرانسيس سيزور خلال الفترة ما بين 24 و26 مايو/أيار الجاري إسرائيل والضفة الغربية والأردن، وسيحتفل بقداس في بيت لحم.