زيارة جنبلاط لسورية: المعارضة ترحِّب و14 آذار لا تعلِّق

أثارت قضية زيارة النائب وليد جنبلاط الى سورية الكثير من الاخذ والرد، وبعد تدخل وساطة حزب الله وافقت سورية على تلك الزيارة، كيف يمكن قراءة هذه الزيارة سياسيًا ولماذا هذا الاصرار من قبل جنبلاط على زيارة سورية؟

يقول النائب الدكتور سليم سلهب ( تكتل التغيير والاصلاح التابع للجنرال ميشال عون) ان النائب وليد جنبلاط منذ فترة يحضّر لتلك الزيارة وبدأ المنحى يظهر بعد الانتخابات النيابية، وهو اليوم مهيأ لها، خصوصًا بعد خطابه في 2 آب/اغسطس الماضي، حتى يصل الى الحوار السياسي مع سورية، ويعتقد سلهب بان وليد جنبلاط يعود الى جذوره الاساسية، بفكرة العام 2000 و2005، وما لم استطع فهمه هو التحالفات التي قام بها ضد ما كان يؤمن به وضد اعتقاداته السياسية، وهو اليوم يعود الى أصله السياسي، ويتموضع ضمن الموقع الذي يشعر به طبيعيًا، وأمل سلهب ان تكون هذه الزيارة لخير البلد، وكل ما هو حواري يمكن ان ينتج بين اللقاءات نرحب به، وهي ممكن ان تريح المناخ العام في البلد، وتعطيه حيوية اكثر.

وردًا على سؤال لماذا الاصرار من قبل جنبلاط على زيارة سورية ؟ يجيب :”جنبلاط يشتغل ضمن تحولات اقليمية بعيدًا من العواطف، وهو يلتقط دائمًا التطورات الإقليمية، وربما لديه معطيات تجعله يكون في مركز قريب من سورية، ومن هنا يحضر لشيئ ندرك بعد فترة مغزاه، ونفهم لماذا اخذ هذا الموقع.

ولدى سؤاله هل زيارة جنبلاط الى سورية بعد وساطة حزب الله تجعله اليوم ضمن فريق قوى 8 آذار؟ يجيب:”انا اعتقد انه اخذ موقفًا سياسيًا واضحًا، انه سيكون حليفًا لحزب الله، وكي يقبل حزب الله ان يقوم بوساطة فهذا يعني ان جنبلاط اصبح حليفه، والوساطة هنا لها معناها السياسي وانا اعتقد عندما اقتنع الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله باقامة وساطة، فهذا يعني ان هذه الوساطة تجعلنا ندرك ان هناك قناعة لدى السيد حسن نصرالله بان وليد جنبلاط سيكون حليفًا في المستقبل.

وردًا على سؤال ان يكون جنبلاط حليفًا ضمن فريق 8 آذار فهذا يعني انتفاء للاكثرية، كيف يؤثر ذلك مستقبلاً ؟ يجيب :”اليوم نشهد تحالفات آنية بحسب المواضيع، واليوم لم يعد هناك تحالفات بالمطلق، ومما لا شك فيه ان قوى 8 آذار لا تزال نسبيًا متوافقة ومتجانسة في ما بينها اكثر من قوى 14 آذار، وما نشهده اليوم ان قوى 14 آذار تحاول القيام بتحالفات جديدة، ولا اعتقد ان ما يحصل مع وليد جنبلاط هو آخر المطاف، فبعض الفرقاء سيتغير موقعهم، واعتقد بعد اشهر قليلة من الآن سيظهر على الساحة اللبنانية خلط للاوراق السياسية في المرحلة الجديدة.

حزب الله

النائب السابق الدكتور اسماعيل سكرية ( حزب الله) اعتبر ان زيارة جنبلاط لسورية تأتي ضمن إطار المتغيرات التي حصلت في المنطقة بعد تراجع وفشل المشروع الاميركي اي 11 ايلول/سبتمبر، والذي راهن عليه رهانًا اسماه في ما بعد لحظة التخلي، وحصل ما حصل، وبالتالي جنبلاط يعود الى الموقع الذي يناسب اكثر موقعه السياسي، ومصلحته، وهذا نتاج طبيعي للمتغيرات في المنطقة بعد فشل المشروع الاميركي، وهي صحوة سياسية.
أما لماذا يصرّ اليوم جنبلاط على زيارة سورية؟ يجيب لكل تلك الاسباب التي ذكرتها، وقد لمّح الى نيته في توريث ابنه تيمور زعامة مرتاحة، وليس زعامة محاطة بالقلق.

ويضيف:” هناك تطور اقليمي مفاده فشل المشروع الاميركي بعد غزو العراق، وفشل عدوان حرب تموز، وعلى غزة، كل هذه المحطات هامة جدًا اكدت ان مستقبل المنطقة يرسمه نهج الممانعة والمقاومة، وهذا ما يقرأه اليوم وليد جنبلاط، وقد أخطأ في قراءاته خلال السنوات الماضية.

اما هل زيارة جنبلاط بعد وساطة حزب الله ستجعله رسميًا ضمن فريق 8 آذار؟ يجيب:”ليس بالسرعة التي يتصورها البعض، اعتقد انه سيحاول ان يكون قد اعطى هامشًا قليلاً لنفسه، ولكن ضمن الثوابت فهو يلتقي بثوابت قضية فلسطين والمقاومة بوجه العدو الإسرائيلي، والموقف السوري الممانع لفرض اي تسوية لا تحصِّل الحقوق العالمية، وبهذه الامور هو قد حسم امره، بالتفاصيل اللبنانية الداخلية فإن الامور ستكون خاضعة الى المد والجزر، لأن التفاصيل في لبنان تحتمل هامشًا “للتكتكة” والمناورة.

اما لماذا اليوم حزب الله تدخل لهذا الشأن بالنسبة لجنبلاط؟ يقول:”جنبلاط طلب تدخل امين عام حزب الله في هذا الموضوع، ونزولاً عند طلبه وبما يخدم أجواء التهدئة السياسية في لبنان من خلال حلحلة المتاريس، استجيب طلبه.

وردًا على سؤال في سبيل هذه الحلحلة الا تعتقد ان جنبلاط قدم الكثير من التنازلات من اجل الذهاب الى سورية؟ يجيب:”هذا السؤال يمكن الإجابة عنه بطريقتين:”من حيث الشكل، قدم تنازلات وخطوات كثيرة، ولكن بعمق الموضوع فان محو آثار مواقفه السابقة، يتطلب أثمانًا.

قوى 14 آذار

معظم قوى 14 آذار رفضوا التعليق على الموضوع مفضلين عدم الرد.