(CNN) — رفض السفير الأمريكي السابق لدى سوريا، روبرت فورد، قول بعض المحللين في أمريكا بأن المعارضة السورية المعتدلة “غير موجودة” قائلا إن قوات تلك المعارضة تقاتل داعش وكذلك نظام الرئيس بشار الأسد، ولكنه شدد على أن الأولوية بالنسبة لهم هي مواجهة الأسد المسؤول عن قتل عشرات الآلاف، مضيفا أنه من الضروري معالجة مشكلة “السخط” لدى السنة بالعراق وسوريا.
مواقف فورد جاءت في مداخلة له بندوة حوارية أقامها مركز “أمريكان بروجرس” للأبحاث بواشنطن قال فيه إن رأي البعض بعدم وجود معارضة معتدلة في سوريا “خاطئ تماما ومجرد تحليل سيء” ودعا المحللين والصحفيين إلى “الابتعاد عن وسائل التواصل والغوص في الحقائق” للتأكد من أن هناك بالفعل قوات معارضة مستقلة وهي تقاتل ضد النظام والمتشددين الإسلاميين في العديد من المناطق.
واستطرد فورد بالقول إن الأولوية بالنسبة للقوى المعتدلة حاليا ليست مواجهة الإسلاميين المتشددين، بل نظام الأسد قائلا: “لقد قتل داعش الآلاف من الأشخاص، في حين قتل نظام الأسد عشرات الآلاف، وقد رأينا صورا تؤكد مقتل 55 ألف شخص في مقار المخابرات السورية كتلك التي سربها المنشق قيصر.”
وأقر فورد بأن الحرب الجارية في سوريا، والتي وصفها بـ”الحرب الثلاثية الأطراف بين داعش وجبهة النصرة والمتشددين من جهة والجيش الحر من جهة ثانية والأسد من جهة ثالثة قد تشهد ما سماها بـ”التحالفات الظرفية” مضيفا أن أغلبها يقع بين الجيش الحر وجبهة النصرة، ولكنه أكد بأنها تكتيكية وقد لا يكو هناك حاجة لها بحال توفر المساعدة الدولية.
ونوه فورد بالتغييرات الجارية في المنطقة على خلفية مواجهة داعش، وخاصة التقارب بين الخليج والعراق قائلا: “دُهشت لرؤية وزير الخارجية العراقي، إبراهيم الجعفري، وهو أحد قياديي حزب الدعوة وكان من المستحيل أن تتعامل معه السعودية عندما كان رئيسا للحكومة عام 2005، ولكنه الآن يجلس في القاعة باجتماع وزراء الخارجية العرب بجدة. لقد فشلنا نحن في إقناع السعودية لفترة طويلة بالتعامل مع الجعفري ولكن السعودية الآن تدعوه إلى الاجتماع فيها وهذا تطور جيد لأنه من الضروري وجود ارتباط بين العراق ودول الخليج.”
وحض فورد على معالجة الوضع القائم بالنسبة للسنة في العراق وسوريا قائلا: “المشكلة الأكبر هي وجود السخط بين العرب السنة الذين يشكلون أقلية في العراق، وأغلبية في سوريا، فحالة عدم الرضا السائدة بينهم كانت من أسباب ظهور داعش.. لذا علينا التصرف بحساسية شديدة.. هناك تقارير عن قيام ميليشيات شيعية بقتل سنة بعد الدخول إلى آمرلي، وهذا النوع من التصرفات – إن ثبت حصولها – ستعيدنا إلى الوراء.”