منذ أيام تمكّن الجيش الحرّ من تحرير داخل بلدة بصر الحرير بعد معارك ضارية، هذه البلدة بالنسبة للثوار قلبت المعادلة العسكرية داخل محافظة درعا، وجعلت قوات الأسد في موقع الدفاع وليس الهجوم.
موفدة قناة “العربية” ريما مكتبي، وضمن سلسلة تقارير من درعا، دخلت بصر الحرير لتقف على دمار طال أحياء بأكملها.
الطريق في اتجاه بصر الحرير خطر جداً؛ لأنه مُحاذ لمناطق تابعة للنظام. عدا أن المناطق المحررة مخترقة أمنياً. كان على فريق قناة “العربية” التخفي بالشماغ وإخفاء الكاميرا في الكثير من المناطق.
وهكذا في سهول درعا الخلابة، سلكوا الطريق الوعر سريعاً تفادياً لنيران جيش النظام الذي يتمركز في بعض المداخل.
وما أن تصل إلى بصر الحرير حتى تستقبلك البيوت المهدمة والمهجورة. علم الثورة ومقاتلوها يحتفلون بالنصر، أما أهل البلدة فقُتل منهم مَنْ قُتل، وغادر من غادر.

بلدة بصر الحرير
يقول الناشط إبراهيم الحريري: “بصر الحرير محاصرة من زمن حافظ الأسد وليس الآن، فالمدينة محاصرة من قبل ٧ كتائب، مهمتنا تحرير المنطقة منها. كمية دمار لا تقل عن ٩٥٪ من البلد، نزح أكثر من ٢٠ ألف نسمة إلى القرى المجاورة نزوحاً داخلياً والأردن ولبنان”.
حماسةُ الثوار لا تضاهى، يقولون إن معركة بصر الحرير قلبت المعادلة العسكرية وجعلتهم عسكرياً في موقعِ المهاجم بعد أن كانوا في موقعِ المدافع. لكنها كانت معركة طويلة.
يؤكد العقيد أبويزن، وهو قائد ميداني، أن معركة بصر الحرير “بدأت ٢٠١٢ وانتهت بتاريخ ١٠/٣/٢٠١٣ واستخدم فيها النظام كافة الأسلحة من دبابات وعربات بي إن بي إلخ.. شهداؤنا العسكريون والمدنيون ١٠٧ شهداء”.
أما القائد الميداني خالد الحريري فيقول: “قمنا بقطع الخط الاستراتيجي الذي يربط بين درعا والسويداء ويعتبر شريان الحياة بالنسبة للواء ١٢ والنظام. بعد معركة دامت أكثر من شهرين”.
لم يبقَ حجرٌ على حجر. فمازالت البلدة تتعرض للقصف، أما الثوار فيتحضرون لمعارك كثيرة.
لا يمكن لدقائق قليلة في هذا التقرير الصحافي أن تصوّر كل الدمار الهائل والكامل في أحياء كثيرة من بصر الحرير. السوريون هنا دفعوا ثمناً غالياً لهذه الثورة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *