سارع المسؤولون الأمريكيون قبل مغادرة وزير الخارجية جون كيري لواشنطن للبدء بجولته الأوروبية والشرق أوسطية إلى محاولة إقناع الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ورئيسه معاذ الخطيب بالتراجع عن قرار مقاطعة مؤتمر روما للدول الصديقة لسوريا.
وقالت مصادر أمريكية وسورية معارضة إن الوزير كيري ومساعديه الذين فوجئوا بقرار المقاطعة يقومون باتصالات حثيثة لإنقاذ أهم بند على جدول أعمال كيري، أي الحرب في سوريا والتي سيناقشها كيري مع المسؤولين في محطاته الأوروبية وكذلك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي سيلتقيه هذا الأسبوع في برلين، قبل أن يتوجه الى مصر والسعودية والإمارات وقطر حيث ستكون سوريا، والبرنامج النووي الإيراني ودور طهران في سوريا من أبرز القضايا التي سيبحثها.
وكشفت مصادر أمريكية مسؤولة لـ”العربية” أن وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون تخطت خلال المداولات بين كبار المسؤولين حول سياسة واشنطن تجاه الحرب السورية، توصيتها تزويد المعارضة السورية بالأسلحة، حين اقترحت شن هجمات مباشرة ضد مواقع داخل سوريا.
إقناع الرئيس الأسد بتغيير حساباته
وقالت المصادر إنه خلال اجتماع لبحث الحرب في سوريا للمسؤولين الكبار المعنيين بالشؤون الأمنية والخارجية، لم يشارك فيه الرئيس أوباما، اقترحت كلينتون بعث رسالة واضحة للرئيس السوري بشار الأسد حول حزم الولايات المتحدة واستعدادها للتصعيد، وذلك من خلال قصف مخازن الأسلحة التابعة لحزب الله داخل الأراضي السورية.
وكانت مصادر أمريكية قد أعربت عن تخوفها قبل بدء جولة كيري من أن تؤدي الخلافات بين جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري، الذي يشكل مكوناً هاماً في الائتلاف الوطني، وبين معاذ الخطيب وغيره من قادة الائتلاف التي برزت الى العلن بعد إعلان الخطيب عن استعداده للتحاور مع عناصر في النظام السوري الى تعطيل فعالية الائتلاف.
وكان الوزير كيري قد قال إنه سيسعى خلال جولته الى التوصل الى وسائل تؤدي الى إقناع الرئيس الأسد بتغيير حساباته، وذلك في إشارة ضمنية الى أنه لا يزال بالإمكان التوصل الى “صيغة” مشتركة مع روسيا تؤدي إلى قبول عملية انتقالية سياسية تشمل تخلي الأسد ودائرة مستشاريه التي تضيف باستمرار عن السلطة.
ويرى فريد هوف، المسؤول السابق عن الملف السوري في الخارجية الأمريكية أنه لن يكون من السهل إقناع الاسد بقبول عملية انتقالية تؤدي في نهاية المطاف “الى تغيير النظام في سوريا”.
ويضيف هوف أن الأسد سوف يقاتل بشراسة لمواصلة سيطرته على دمشق.
ولا يستبعد هوف في حال وصلت جهود الوزير كيري الى طريق مسدود ولم تؤد الى تغيير حسابات الأسد أو حسابات موسكو، أن تضطر واشنطن عندها الى تغيير حساباتها وأن تعيد النظر في بعض مواقفها مثل رفض تسليح المعارضة أو حتى استخدام القوة العسكرية بشكل انتقائي ضد منشآت النظام.