ناشد سوريون السلطات الأردنية السماح للآلاف من اللاجئين بالدخول إلى المملكة، خصوصاً بعد ارتفاع أعداد النازحين الراغبين في الدخول إلى الأراضي الأردنية هرباً من الأوضاع الأمنية المتردية في بلادهم.
وقال سوريون نازحون في قرى حدودية مع الأردن لـ”العربية” إن قوّات حرس الحدود الأردنية لا تسمح لجميع السوريين بالعبور إلى أراضي المملكة، وأضافوا أن عدداً محدوداً يُسمح له بالدخول يومياً.
وأكد أبوحيدر، أحد أعضاء تنسيقيات بلدة نصيب، أن أكثر من 2000 نازح من عدة مناطق سورية تكدّسوا في قرية حدودية صغيرة بالقرب من بلدة نصيب المحاذية للحدود الأردنية، بعدما منعت السلطات الأردنية دخولهم إلى الأردن.
فيما أكد أبوصقر، من قرية تل شهاب، أن أعداد النازحين في القرية تجاوز 10 آلاف شخص ينتشرون في مدارس القرية وبيوت الأهالي بانتظار الدخول إلى الأردن منذ نحو أسبوعين، ووصف أبوصقر أوضاع النازحين بالسيئة خصوصاً في ظل شح المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية التي يحتاجها السوريون هناك.
وبينما يؤكد أبوحيدر أن السلطات في الجهة المقابلة تسمح لعدد يتراوح بين 100 و150 شخصاً بالعبور في اليوم الواحد فقط، فإنها تمنع دخول الآخرين من دون توضيح الأسباب، والاكتفاء بأنها تعليمات “من فوق”، أي من السلطات العليا.
ويقول أبوصقر كلاماً مشابهاً، ويؤكد أن العدد المسموح به من منطقته محدد فقط بـ200 شخص لا أكثر.
اتهام “هيومن رايتس”
وتجدد مزاعم السوريين بعدم إدخالهم إلى المملكة عبر المعابر الحدودية غير المشروعة اتهاماً سابق من منظمة “هيومن رايتس ووتش” للأردن والعراق وتركيا بمنع عشرات الآلاف من السوريين من الدخول عبر المعابر الحدودية.
وفي الوقت الذي يقول فيه أبوصقر إن في الأيام الـ 10 الأخيرة دخل فقط 300 شخص، أكدت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على لسان مدير التعاون والعلاقات الدولية، علي بيبي، أن المملكة استقبلت في نفس الفترة 5000 شخص.
وبيّن بيبي أن هناك انخفاضاً في معدل التدفق اليومي للاجئين السوريين، لكنه أوضح أن هذا لا يعني أن يكون هناك قرار رسمي بعدم استقبال اللاجئين أو حتى تحديد أعداد الداخلين يومياً.
وقالت المنظمة في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني مطلع الشهر الجاري إن قوّات حرس الحدود العراقي والأردني والتركي تمنع عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يحاولون الفرار من سوريا.
نفي أردني
ونفت السلطات الأردنية على لسان عدد من المسؤولين في أوقات سابقة أن تكون المملكة أغلقت حدودها في وجه اللاجئين السوريين، وأكدت أن حدودها مازالت مفتوحة أمام حركة السوريين الراغبين في الدخول إلى البلاد، كما نفت اتباع سياسة تحديد عدد الداخلين إلى أراضيها بشكل يومي.
غير أن تقرير المنظمة أضاف أن هذه الدول قامت إما بإغلاق المعابر الحدودية أو السماح لأعداد محدودة من السوريين بالعبور، ما يترك عشرات الآلاف منهم عالقين في ظروف خطيرة بالمناطق الحدودية السورية، على حد وصف المنظمة، فيما يتبع لبنان سياسة الحدود المفتوحة أمام اللاجئين السوريين الفارين من النزاع.
وذكر التقرير أن اللاجئين حديثي الوصول إلى الأردن أكدوا أن حرس الحدود الأردني منعهم هم وآخرين من الدخول لأيام أو أسابيع في شهر مايو/أيار الماضي، على الرغم من نفي الأردن إغلاق حدوده أمام حركة اللاجئين.
كما أشارت المنظمة إلى أن الأردن يمنع منذ أواخر عام 2011 الفلسطينيين والعراقيين والرجال غير المتزوجين ممن هم في سن التجنيد وأي شخص من دون أوراق ثبوتية من دخول الأردن.