ذكرت صحيفة “ذي إندبندنت” البريطانية أن الانتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد تؤدي الى ظهور موجة جديدة من الجهاديين في بريطانيا. وذكرت الصحيفة أن لندن تتغاضى عن “سياحة الجهاد” التي أصبحت سورية الاتجاه الرئيسي لها.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الوكالات الأمنية أن سورية حلت محل باكستان والصومال كالبلد الأكثر جاذبية للمتطوعين الإسلاميين، حيث تتيح لهم فرصة المشاركة في أعمال قتالية مباشرة دون مواجهة أية عقبات جسيمة من قبل السلطات.
وتابعت الصحيفة أن هذا التطور جاء بالتزامن مع بروز الدور الرائد للجماعات المتطرفة التي يقر بعضها بوجود صلات لها بالقاعدة، في الانتفاضة ضد النظام السوري. وذكرت “ذي إندبندنت” أنه يعتقد أن نحو مئة مسلم من بريطانيا توجهوا الى سورية للمشاركة في القتال، مضيفة أن هذا العدد يزداد.
وشددت الصحيفة على أن هذا التطور يمثل مشكلة فريدة بالنسبة للأجهزة الأمنية البريطانية ووكالات الاستخبارات، حيث عليها أن تراقب تحركات الجهاديين الذي يتلقون دعما من بريطانيا وحلفائها، بينما كان الأمر مختلفا تماما في باكستان والصومال.
وأوضحت الصحيفة أن متطرفين شباب يصلون الى سورية ويشاركون في الأعمال القتالية لمدى عدة أشهر ثم يعودون الى بريطانيا. وتقوم الجماعات الإسلامية في محافظة حلب شمال سورية بتنظيم مثل هذه “الجولات السياحية”.
وذكرت “ذي إندبندنت” أن الحكومة البريطانية كانت تتغاضى عن هذه “الجولات” لكن تعاملها معها بدأ يتغير خلال الأشهر الماضية. وأضافت أن الاستخبارات تراقب تحركات الجهاديين ويستجوبون بعضهم بعد عودتهم من الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن السلطات تقدم على اعتقال السياح الجهاديين لدى الضرورة القصوى فقط. وأوضحت الصحيفة أن مجموعة صغيرة من الجهاديين أعتقلوا في بريطانيا وهم يواجهون التهم بالتورط في اختطاف المصور البريطاني جون كانتلي في محافظة إدلب الصيف الماضي.
أما الآخرون الذي يشاركون في الحرب ضد نظام الأسد، فلا تعتبر الحكومة أنهم يرتكبون أية أعمال خارجة عن القانون.
وأعادت الصحيفة الى لاأذهان أن كانتلي وزميله الهولندي جيرون أورليمانز اختطفا من قبل جماعة “الدعوة الإسلامية” التي كانت تضم متطوعين من بريطانيا ودول غربية أخرى.
وفي وقت لاحق قام معارضون معتدلون بإطلاق سراح الرهينتين، أما أبو محمد الشامي زعيم الدعوة الإسلامية فأعدمته بعد 5 أسابيع كتيبة الفاروق في الجيش السوري الحر التي أبدت قياداتها قلقها من نشاطات المتطرفين.
لكن منذ ذلك الوقت، تمكنت الجماعات الجهادية وبالدرجة الأولى “جبهة النصرة” التي تقر بصلاتها بتنظيم القاعدة، تمكنت من زيادة أعداد أعضائها وتعزيز تأثيرها وهذا بفضل الأموال والأسلحة التي تحصل عليها من قطر والسعودية ودول خليجية اخرى.
وكانت “سياحة الجهاد” تتلقى شعبية واسعة في صفوف المتطرفين البريطانيين قبل الحرب في سورية. ونشرت وسائل الإعلام البريطانية مرارا قصصا عن سائقي تاكسي وتجار من بريطانيا شاركوا في الحرب ضد القوات الغربية في باكستان وأفغانستان وهذا خلال عطلتهم.