رسائل متضاربة حملتها خطب يوم عرفة من مكة ومن طهران، ففي حين ركز مفتي السعودية الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، على مهاجمة الحوثيين والتنظيمات المتشددة على غرار داعش والقاعدة والتحذير من “أعداء يلبسون ثياب الإسلام ويرفعون شعارات الدفاع عن الأمة”، برزت رسالة من المرشد الإيراني علي خامنئي، موجهة للحجاج، تحمل انتقادات للسعودية.
وقال المفتي في خطبته بيوم عرفة إن الدولة السعودية “تميزت بخصائص عده حيث قامت على الإسلام وتطبيق كتاب الله وسنة رسول الله.. والدعوة إلى الله والتوحيد ونبذ الشرك ، وأنها تتفق مع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التي وجدت القبول في الأرض.” كما أكد أنها “تحافظ على الهوية الإسلامية والعربية.. وتقوم بحل مشاكل الآخرين عندما تضيق بهم الأمور وتحل المصائب، وتنافح عن قضايا الأمة والإسلام والمسلمين في المحافل الدولية وتقف أمام كل خطر محدق بالأمة.”
وتابع آل الشيخ بالقول إن من وصفهم بـ”أعداء الإسلام” يكيدون للإسلام ويتربصون به الدوائر، مشيرا إلى وجود “أعداء خارجين عن دار الإسلام وأعداء متربصون بالإسلام يلبسون ثياب الإسلام كذبًا وزورا، ويرفعون شعارات الدفاع عن الأمة الإسلامية لخداع الجهلة والعوام.”
وبشأن اليمن لفت المفتي إلى أن المملكة “هبت إلى نصرته بكل ما يمكن من قوة” مضيفا: “الجماعة الحوثية جماعة مجرمة آثمة ظالمة تحمل فكراً خبيثاً سبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكفروا خليفتي المسلمين أبا بكر وعمر.. في منابرهم وفي مجتمعاتهم يسبون الصحابة ويلعنونهم ويقولون فيهم ما الله به عليم من الكذب والافتراء ، وقالوا في عائشة كذباً وزورا “.
كما هاجم تنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش دون تسميتها قائلا إنها “من أبناء السوء ممن عرفوا بانحراف أخلاقهم وطيش عقولهم شذوا عن جماعة المسلمين وخرجوا عنهم وكفروهم واستباحوا دماءهم بالأعمال الانتحارية فدمروا مساجد الآمنين” ودعا للتصدي لهم.
أما خامنئي، فقال في ما وصفته وكالة “فارس” الإيرانية شبه الرسمية بـ”النداء” إلى الحجاج إن السياسات الأميركية التي وصفها بأنها “شريرة” هي اليوم “مصدر للحروب وإراقة الدماء والدمار والتشريد وكذلك الفقر والتأخر والنزاعات القومية والمذهبية” مضيفا: “ينبغي على العلماء بدل ان يُشعلوا نيران الخلافات المذهبية.. أن يعرفوا الداء العظيم للعالم الإسلامي.”
وتحدث خامنئي عم ما وصفها بـ”أحداث أليمة في العراق وفي الشام واليمن والبحرين والضفة الغربية وغزة”، وانتقد السعودية ضمنا بإعادة فتح ملف حادثة رافعة الحرم عبر القول إن وفاتهم بالحرم “لا يمكن أن تقلل من ثقل مسؤولية الذين تعهدوا بتوفير أمن ضيوف الرحمن” على حد قوله.