لم تكن جائزة “نوبل السلام” هذا العام، من حظ ونصيب مؤسسة “الخوذ البيضاء” الناشطة بالعمل الإنساني والإغاثي في سوريا، بحسب ما توقعت لها هيئات ومنظمات عالمية عدة، بل منحوها للرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس، لأن توقيعه قبل أسبوعين على اتفاق سلام مع “القوات المسلحة الثورية الكولومبية” لا يزال ساخناً، وضروري مكافأته قبل أن يبرد خبره. أما “الخوذ” فعملها الإنساني مستمر، وموعدها العام المقبل مضمون منذ الآن مع الجائزة التي تستحقها.
لكن الجائزة ذكرتنا باستهزاء رئيس نظام السوري بشار الأسد منذ أسبوعين، وتحديدا في 22 سبتمبر الماضي، حين ضحك ساخرا من مؤسسة “الدفاع المدني السوري” أثناء مقابلة أجرتها معه وكالة “أسوشييتد برس” بدمشق، وفق ما نراه ونسمعه بدءا من الدقيقة 23 في الفيديو، حيث حدثه مراسلها عما تقوم به المؤسسة التي بدأت عملها في 2013 ويختصرون اسمها إلى “الخوذ البيضاء” أو White Helmets بالإعلام العالمي، من تضحيات لمساعدة الناس وإنقاذ حياتهم، وسأله: “إذا كنتم تقدّرون عملهم واندفاعهم إلى موقع الحدث مهما كان، في محاولة لإنقاذ حياة الناس، هل يعني ذلك أنكم ستدعمون ترشيحها لجائزة نوبل للسلام”؟
“من هم”؟
طرح عليه السؤال، لأن المقابلة تزامنت ذلك اليوم بالذات مع إعلان مؤسسة Right Livelihood السويدية، عن فوز “الخوذ البيضاء” الناشط بعملها الإنساني أكثر من 3 آلاف، بجائزة معروفة باسم “نوبل البديلة” ومنحتها لها المؤسسة السويدية نفسها.
كما أن منظمات أخرى، منها The Syrian Campaignالمعروفة باسم “من أجل سوريا آمنة وحرة” عربيا، أطلقت حملة قبلها بشهر، لدعم ترشيح “الخوذ” لنوبل السلام أيضا.
وحاول الأسد التهرب من الإجابة بشكل صريح، ورغب بتسييس المنظمات الإنسانية عموما، وألمح بأنها تنفذ أجندات معينة، ثم تحدث عن قصف المستشفيات وحاول نفي الاتهامات المستهدفة نظامه بعشرات الأدلة، وراح يؤكد أن حكومته تقدم اللقاحات للمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، وقال: “كيف نقدم اللقاحات ونقصف المستشفيات”؟ راغبا من هذا كله إبعاد المراسل عن التركيز على “الخوذ” والتطرق لشأن آخر.
لكن الصحافي عانده، وأصر على انتزاع الإجابة منه، وأعاد عليه السؤال ثانية: “هل ستدعمهم”؟ فتعمّد الأسد الظهور بأنه نسي “الخوذ” لعدم أهمتها، وأجاب: “من هم”؟ (على طريقة “من أنتم” القذافية)، فرد عليه الصحافي: “الخوذ البيضاء” فتهرب الأسد ثانية.
وأنت.. ماذا فعلت بسوريا؟
أجابه بسؤال: “ما الذي حققوه في سوريا؟ وما مدى خلو جائزة نوبل من التسييس؟” ثم ضحك وقال: “إذا حصلت على جواب على هذين السؤالين أستطيع أن أجيبك”. إلا أن الناشطين في “الدفاع السوري المدني” هم من ردوا عليه بفيديو، وأنتجوه بالتعاون مع قناة Orient التلفزيونية المعارضة، ووضعوه الأربعاء الماضي في “يوتيوب” قبل يومين من الإعلان اليوم عن الفائز بجائزة محاطة بأمجاد، وبالمنام لا يراها الرئيس الذي كان رد “الخوذ” بالفيديو عليه من نوع تاريخي.
أخبروه أن الناشطين فيها أنقذوا حياة 62 ألف مدني، انتشلوهم من تحت ما تسببت به براميله المتفجرة من أنقاض وخرائب، وأن المؤسسة فقدت 145 ناشطا فيها ببراميل وقذائف النظام والرصاص التشبيحي، وأصابت 400 منهم بجروح وتشوهات، ثم سألته الشابة المتحدثة في الفيديو، وعلى رأسها خوذة بيضاء: وأنت.. ماذا فعلت بسوريا؟ … الجواب في بقية الفيديو.
لم ارى الاسد يسخر بل رأيت وحدة عاهرة عم تعمل حالها فهمانة وتتفلسف …