في حلقة أمس الاثنين من برنامج DNA والتي حملت عنون “داعش.. وخطاب نصرالله”، تطرق الإعلامي اللبناني نديم قطيش إلى مقاربة حزب الله لموضوع محاربة “داعش” والتناقض الواضح بين أقواله وأفعاله.
وبدأ قطيش بالتذكير بأن “أكثر كلمة تتردد على لسان شخص معين تختصر الموضوع الذي يشغل تفكيره. وهذه قاعدة تطبق في تحليل الخطابات السياسية لمعرفة أولويات رجل سياسي معين”.
وألحق قطيش كلامه هذا بعدة مقاطع من خطابات أمين عام حزب الله، حسن نصرالله، يكرر فيها ذكر “داعش”، واعتبر قطيش أنه “من البديهي” أن يشغل “داعش” فكر نصرالله حيث ومنذ قرابة السنتين لا ينفك حزب الله عن تبرير تدخله في سوريا بمحاربته لإرهاب “داعش”.
إلا أن نصرالله اعترف في خطاب مؤخر له أنه حالياً يحارب “جبهة النصرة” في القلمون، وأن “المعركة المقبلة هي مع داعش”، فتساءل قطيش إن كانت الحرب مع “داعش” لم تبدأ بعد فمن كان يحارب حزب الله طول هذا الوقت؟
وذكر قطيش أنه عملياً على الأرض في سوريا، حزب الله هو حليف “داعش” بالحرب على معتدلي الجيش الحر.
ورغم أن نصرالله اعتبر في أحد خطاباته أنه من “السخيف” القول إن “داعش” هو صناعة إيران وحلفائها، إلا أن ناصر قنديل، وهو أحد السياسيين اللبنانيين الموالين لإيران، أقر في إحدى مقابلاته التلفزيونية أن النظام في سوريا وحزب الله يعملان على سحق الجيش الحر لوضع الشعب السوري أمام خيارين: إما “داعش” و”النصرة” وإما قوات الأسد.
ومن جهة ثانية، بث قطيش جزءا من خطاب لنصرالله قال فيه إنه يجب البحث عن من يمول “داعش” لمعرفة من يدعمه. ورداً على هذا الكلام، ذكّر قطيش بعدة تقارير بريطانية وأميركية، رسمية وغير رسمية، تؤكد أن النظام السوري هو من يشتري النفط من “داعش”.
وتابع قطيش: “النظام يشتري النفط من داعش. والطيران السوري يطير فوق “داعش” ليضرب غيره”.
وفي سياق آخر، تطرق قطيش الى التناقضات بين أعضاء “محور الممانعة” في نظرتهم لنشأة “داعش” وموقف الولايات المتحدة منه. فبينما يعتبر رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن “داعش” نشأ ونما في سوريا وليس في العراق، يؤكد بشار الأسد وحسن نصرالله العكس.
كما وأن العبادي يناشد الغرب، وأميركا تحديدا، لمساعدته على محاربة “داعش”، وبالأخص عبر منع تدفق المقاتلين الأجانب للعراق عبر سوريا. أما نصرالله، فمن جهته، يعتبر أن أميركا لا تريد محاربة “داعش” لذا فهو ضد أي تدخل عسكري أميركي في المنطقة، ويشدد على واشنطن “صنعت أو شاركت في صنع التيارات الارهابية”.
وعلّق قطيش قائلاً إن محور الممانعة لا يتفق لا على منشأ ولا على سبل محاربة “داعش”، كما أنه لا يحاربه كما يجب ولا يدع غيره، كعشائر الأنبار، يحاربه جيدا، ولكن أعضاء هذا المحور لا يكلون عن ذكر “داعش” في خطاباتهم.
وختم قطيش مؤكداً أن “أكبر حليف موضوعي على الأرض لداعش هو إيران وحزب الله والأسد، وذلك على الأقل حتى أجل غير مسمى”.