جدد تغيب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لأول مرة عن حضور حفل وزارة الأوقاف بمناسبة ذكرى المولد النبوي، الخميس، وتقدم الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الصفوف الأولى وإلقاؤه خطبة الجمعة من فوق منبر الجامع الأزهر، الجمعة، تخوف علماء الأزهر من محاولة الإسلاميين فرض القرضاوي (المحسوب على جماعة الإخوان) بالقوة على رأس المؤسسة الدينية والزج باسم الأزهر في صراعات سياسية وتفريغه من منهجه الوسطي، بحسب ما ذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية، السبت.
وفيما برر مصدر مسؤول بمشيخة الأزهر، غياب الدكتور الطيب لسفره إلى مسقط رأسه بمدينة الأقصر (بصعيد مصر) لزيارة عائلته، قائلا: “غيابه مسألة معروفة من قبل”. يرى مراقبون وجود توجه لاستمرار “أخونة وسلفنة المؤسسات الدينية في مصر”، مدللين على ذلك بما حدث في وزارة الأوقاف على يد وزيرها الدكتور طلعت عفيفي، المحسوب على التيار السلفي.
وفي سابقة هي الأولى، تغيب الدكتور الطيب عن احتفال الأوقاف والذي اعتاد حضوره سنويا، وأناب للحضور عنه أحد أعضاء هيئة كبار العلماء بالأزهر.
وأرجعت مصادر بالأوقاف “تمسك الدكتور الطيب بعدم الحضور لعدم تخصيص مكان له على المنصة الرئيسية بجوار مرسي ووزير الأوقاف مثلما كان متبعا من قبل”، وأوضحت هذه المصادر، أن “ذلك لم يُقصد به الإساءة للطيب”.
لكن مراقبين أرجعوا ذلك إلى أن الأوقاف، التي غدت معقلا للسلفيين، تسعى لسحب البساط من تحت أقدام الأزهر، لتصبح مركز الثقل للشيوخ والدعاة غير الأزهريين، بعيدًا عن الوسطية المعهودة بالأزهر.
وحضر حفل الأوقاف عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان، الذين جلسوا في الصف الأول، على رأسهم الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة. و
كما تحول منبر الجامع الأزهر، الجمعة، إلى ساحة صراع سياسي جديدة، بعد دعوة وزارة الأوقاف للدكتور القرضاوي (المقيم في قطر) لإلقاء خطبة الجمعة للمرة الثالثة بمناسبة ذكري ثورة 25 يناير.
وأثار توجيه الدعوة للقرضاوي غضب الأزهريين الذين اعتبروا ذلك تعديا عليهم وعلى أئمة الأوقاف المفوهين.
واتهمت قيادات في مشيخة الأزهر|، الإخوان والسلفيين بممارسة الضغط الشعبي من أجل الدفع بالقرضاوي (وهو عضو بهيئة كبار العلماء) في منصب شيخ الأزهر. وينص الدستور المصري على أن اختيار شيخ الأزهر يكون من كبار العلماء.