قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، إيقاف المعلمة سعاد عبدالحميد بمعهد القدس الأزهري بالجيزة، التى أهانت الطالبتين النوبيتين بسملة وجهاد بالمعهد ووصفتهما بـ “السودانيتين” لسمار بشرتهما، وفتح تحقيق عادل وفوري بواسطة الشئون القانونية بالمشيخة مع المعنيين بتلك الحادثة، وإلغاء كافة التحقيقات التي تمت من جهة قطاع المعاهد الأزهرية فى هذه الواقعة.
وأشاد “الطيب” خلال لقائه بمقر المشيخة الاثنين، بوفد يمثل مجلس إدارة نادي النوبة العام وبعض أعضاء الجمعية المصرية النوبية للمحامين ورؤساء الملتقيات النوبية وممثلين عن السيدات والشباب – بوطنية وانتماء أهالي النوبة كطيف أصيل من أطياف الشعب المصري.
ونفي أن يكون هناك أي تمييز ممنهج يمارس تجاه النوبيين، قائلا “إن ما يحدث لا يعدو أن يكون ظواهر سلبية من بعض الأفراد، حيث أن المصريين يبادلون النوبيين كل مشاعر الحب والاعتزاز ويرونهم رمزا للأمانة والكفاح والوطنية”.
وأكد “الطيب” رفضه لوضع أي حقوق لفئة ما في صورة قانون، حيث أن ذلك يعد بمثابة تكريس للتفرقة والتمييز بين عناصر النسيج المصري الواحد، مبينا أن شيخه الإمام القرني صاحب البشرة شديدة السمرة كان كثير العلم، وكان من أكثر الناس تأثيرا فيه.
ومن جانبه، أوضح الشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية أنه تم التحقيق مع المعلمة المتهمة بتوجيه الإهانة للطالبتين النوبيتين وكذلك مع عميدة المعهد، مؤكدا أنه خطأ فردي ليس تعصبا أو تمييزا ضد النوبيين إلا أن وسائل الإعلام تلقفته بالتضخيم والتهويل.
وبدوره، رفض السفير عبدالرحمن موسى مستشار الإمام الأكبر دعاوى التمييز والتقسيم، حيث أن المصريين أبناء وطن واحد، لافتا إلى أن ميزة هذا الوطن ومصدر قوته هو الاختلاف بمعنى التنوع في أشياء كثيرة مثل اللون والثقافة والمفاهيم.
وأكد أن هذا الاختلاف المحمود هو رحمة من الله، وإثراء حضاري للمجتمع، مشيرا إلى أن سقطات بعض الأفراد هنا أو هناك ينبغي ألا تكون ذات أثر في علاقاتنا، وينبغي تجاوزها وعدم التعامل معها بحساسية فالخطأ ليس له انتماء فكله مجرم ومدان أيا كان فاعله.
ومن ناحيته، عبر الوفد النوبى عن امتنانه بمقابلة الإمام الأكبر شيخ الأزهرالدكتور أحمد الطيب، موجها الدعوة إليه لزيارة أرض النوبة ليعطي زخما لقضيتهم ومطالبهم وليكسر حاجز التهميش الذي يشعرون بوجوده وليغلق باب فتنة وانقسام يحاول بعض المتآمرين جر النوبيين إلى فتحه.
وجرى خلال اللقاء مناقشة العديد من الملفات الخاصة بالشأن النوبي والتي ذكرها المستشار محمد صالح عدلان رئيس مجلس إدارة نادي النوبة العام، وتمثلت مطالب النوبيين في العودة إلى 44 قرية نوبية على ضفاف بحيرة ناصر، والتي كانت مساكنهم الأصلية التي تم ترحيلهم منها قسرا عام 1964 وأيضا وقف كل السلوكيات التمييزية التي يتعرض لها النوبيون والتي كان آخرها منذ أيام، إهانة إحدى المعلمات لطالبتين نوبيتين بالصف الأول الإعدادي.
وطلب الوفد النوبي من شيخ الأزهر الدفاع دوما عن حقوقهم المهدورة، مشيدا بالأزهر وإمامه باعتباره الممثل الشرعي للنوبيين بالقاهرة، ومعربين عن الأسف لتجاهل النوبين خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد بحر رئيس إحدى الجمعيات النوبية والأستاذ بكلية الهندسة جامعة الأزهر على عدم تعرضه للاضطهاد على مدار عمره، وصولا إلى شغل أعلىالمراتب العلمية.
وعبر خالد الباقر أحد شباب الثورة النوبيين عن مطالبه للشباب والمتمثلة في الشعارات الشهيرة للثورة المصرية العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، مطالباالأزهر بإحداث حالة حوار بين كافة فئات وأطياف المجتمع المصري.
وسلم المحامي عصام صالح عضو الجمعية المصرية النوبية للمحامين ملفا بمشكلات النوبيين، مطالبا بالتحقيق العادل مع المعلمة ومديرة المعهد لإهانة الطالبات، كما عرض مشكلة ازدواج المناهج الدراسية بالأزهر وما ينتج عن ذلك من عبء على الطلاب.
كانت وكالة أونا قد انفردت بالقضية حينما أهانت معلمة الطالبتين بسملة وجهاد ووصفتهما بـ”السودانيتين” بسبب سمار بشرتهما، وقامت بطردهما من الحصة لاعتراضهما على تلك الإهانة.