(CNN)– في خضم الحرب الأهلية الطاحنة التي تشهدها سوريا، وآثارها التي تطال كافة الأطياف المتصارعة في البلاد، تظهر الأقليات وفي مقدمتها الأقلية الشيعية التي وجدت نفسها فجأة بين تشكيك النظام العلوي بولائها وبين معاداة وتهميش الثوار لهم باعتبارهم شيعة يميلون إلى الطائفة العلوية الحاكمة.
بالنسبة للنظام السوري فإن الأقليات في البلاد من شيعة ومسيحيين وأكراد يعتبرون بمثابة حاجز واق بوجه المسلحين، في الوقت ذاته تزداد المخاوف من اتخاذهم جانب الثورة بعد محاولات التجنيد المستمرة التي يقوم بها الجيش السوري الحر.
على الصعيد الآخر يرى الثوار أن الأقليات وخصوصا من الشيعة سيقفون بجانب النظام الذي يقوم على الطائفة العلوية التي تنبثق من الطائفة الشيعية أساسا، بالإضافة إلى شكوك حول صلات للشيعة في البلاد مع حزب الله اللبناني الذي يساند النظام والذي بدأ بالظهور بقوة على الساحة في الفترة الأخيرة.
وبين هذه الفئة وتلك تتعرض الأقليات في سوريا وخصوصا من الشيعة إلى عمليات قمع وقتل يرمي كل طرف مسؤوليتها على الآخر.
وقال مسعود رافيزادة الذي ينتمي للطائفة الشيعية ويقطن أحد أحياء العاصمة دمشق: “كان ابن عمي، رامز، يقود سيارته عندما اعترضته سيارة لتوقفه وسط الشارع، ثم ترجل منها شخصان قاما بقتله في سيارته وأمام ابنته التي أقلها من المدرسة،” مشيرا إلى أنّ “البعض كان شاهد عيان على هذه الحادثة وأخبروا أمي وأختي أن القاتلين كانا يركبان سيارة تحمل شعارات مؤيدة لبشار الأسد.”
وأشار رافيزادة في مقابلة مع CNN إلى أن السلطات السورية أخبرتهم في وقت لاحق أن القاتلين ينتميان للثوار “الإرهابيين” وأن هؤلاء يريدون قتل جميع السوريين.
وألقى رافيزادة الضوء على أن الأقلية الشيعية في سوريا لا تريد الانضمام إلى أي طرف من النزاع، تريد فقط الذهاب إلى دور العبادة وممارسة شعائرها.