قالت صحيفة إيه بى سى الإسبانية، إن سوريا تحولت لتصبح أكثر عروض الواقع فظاعة، فأصبحت سوريا الآن تشبه المشهد الذى كانت عليه هايتى عقب الزلزال المدمر الذى ضربها وأدى إلى مصرع مئات الآلاف من سكانها، حيث تقول تقارير الأمم المتحدة إن ما يقرب من 60 ألف سورى قد لقوا مصرعهم منذ اندلاع الأزمة السورية، وهذا يعد دليلا على أخطاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ووجدت برقية سرية لوزارة الخارجية الأميركية جاء فيها أن الأسد ربما يكون قد استخدم الغاز السام ضد المدنيين فى حمص الشهر الماضى.
وأوضحت الصحيفة، أن أى شخص باستطاعته مشاهدة شرائط فيديو بشعة لطائرات النظام وهى تقصف المدنيين عمدا ولطوابير الخبز وللمساجد والجامعات والبنايات السكنية والأسواق الخارجية وهى تنهار على رؤوس قاطنيها والمترددين عليها، ومع هذا كله فإن العالم لا يزال يشاهد من دون أن يفعل المزيد من أجل مساعدة هؤلاء الذين يعانون من قمع النظام.
وأشارت الصحيفة إلى أن نطاق الكارثة التى تعرض لها السوريون يبرزه تقرير جديد صادر عن لجنة الإنقاذ الدولية وهى جماعة للمساعدة الدولية تمارس نشاطها فى الشرق الأوسط ،حيث ورد فيه أن 600 ألف سورى قد فروا إلى الدول المجاورة مثل لبنان والأردن، والتى تحتاج إلى مساعدات دولية عاجلة لتوفير احتياجات اللاجئين السوريين الذين فروا إلى أراضيها والمرشحة أعدادهم للتزايد باستمرار، وفى نفس الوقت هناك ما يقرب من مليونى سورى نزحوا من ديارهم لمناطق أخرى داخل سوريا ذاتها ويحاولون المحافظة على حياتهم وسط ظروف يعانون فيها من نقص الأطعمة والأدوية والمأوى.
ولفتت الصحيفة إلى أن ما يزيد من معاناة العائلات السورية هى حالات اغتصاب النساء والفتيات من قبل رجال مسلحين وهى ظاهرة أصبحت مألوفة فى الوقت الراهن وكذلك قيام السلطات الحكومية باستهداف المستشفيات والأطباء، ورغم تلك المعاناة فإن النداء الذى وجهته الأمم المتحدة لجمع 1.5 مليار دولار لم يحقق المرجو منه.
وتواصل منظمات ومانحون خصوصيون من دول عربية ضخ أموال للجماعات الإسلامية فى سوريا، حيث تقوم تلك الجماعات بتوزيع التبرعات الخيرية على المدنيين اليائسين، وإن الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية الذى اعترفت به الولايات المتحدة باعتباره “الممثل الشرعى للشعب السورى لن يكون قادرا على ترسيخ نفوذه على المناطق المحررة من سوريا، أو تعزيز الشبكات الوليدة المكونة من المجالس المحلية.
وأضافت “أن الحرب فى سوريا تهدد بزعزعة استقرار منطقة الشرق الأوسط برمتها فمع تزايد قلق الأكراد السوريين فى شمال سوريا انتقل اللاجئون الفلسطينيون من سوريا التى كانت يوما ما بمثابة وطن بالنسبة لهم إلى الأردن، قائلة “إنها كارثة حقيقية يمكن أن يتجنبها المجتمع الدولى إذا ما استعرض حلف شمال الأطلسى (ناتو) عضلاته أو إذا ما فرضت منطقة حظر للطيران فوق سماء سوريا، وهى الخطوة التى لن تمنع الطائرات والمروحيات السورية من الطيران فقط، بل ستقنع أيضا قيادات الجيش السورى والأجهزة الاستخباراتية بقرب نهاية الأسد”.