فرانس برس- وجهت صحيفة حكومية سورية اليوم السبت انتقادات لاذعة للموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي غداة إنهائه زيارة لدمشق، قائلة إنه “ذو عين واحدة وألسن متعددة”، ومعتبرة أن سعيه الى عقد مؤتمر جنيف2 لحل الأزمة خلال أسابيع هو “تسرع في غير موضعه”.
وكتبت صحيفة “الثورة” على صفحتها الأولى تحت عنوان “الإبراهيمي عين واحدة وألسن متعددة”، أن الموفد الدولي الذي أنهى أمس زيارة لدمشق، “غرد (…) داخل السرب وخارجه، وكأنه يريد أن يرضي جميع الأطراف على حد سواء، متناسيا (أن) دوره كوسيط أممي يستوجب منه الحيادية وعدم الانحياز لطرف دون آخر”.
وفي افتتاحيتها، قالت الصحيفة إنه “بين قدومه الى دمشق ومغادرته لها وصولا الى بيروت (التي انتقل إليها الجمعة) تبدلت لغة الإبراهيمي، وهناك من رصد تغيرا في الكثير من مفرداتها”.
وكان الابراهيمي أنهى أمس زيارة لدمشق التي وصلها الاثنين، وكانت محطته الثامنة ضمن جولة إقليمية سعيا للحصول على توافق حول مؤتمر جنيف2 لحل الأزمة السورية بمشاركة ممثلين لنظام الرئيس بشار الأسد والمعارضة. وانتقل الابراهيمي بعد ذلك لساعات الى بيروت.
وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي سارع الى انتقاد الابراهيمي بعيد مغادرته دمشق، معتبرا أنه “ليس لديه لغة واحدة(…) في سوريا يتحدث بمنطق وعندما يخرج من سوريا يتحدث بمنطق آخر”.
وكان الابراهيمي قال صباح أمس في دمشق إن المؤتمر لن يعقد في حال رفضت المعارضة المشاركة فيه، متحدثا عن سعي لعقده خلال “الأسابيع المقبلة وليس العام القادم”.
ورأت “الثورة” أن “ما وجد فيه الابراهيمي مؤشرا على مواعيد زمنية قادمة قد تحددها بضعة أسابيع، يرى فيه آخرون معطيات غير كافية للجزم، وبعضهم لا يخفي هواجسه من تسرع في غير موضعه”.
وتأتي هذه الانتقادات بعد يومين من إشادة صحيفة “البعث” الناطقة باسم الحزب الحاكم، بالابراهيمي، واصفة زيارته بـ “الإيجابية”.
والزيارة هي الأولى يقوم بها الابراهيمي الى دمشق منذ كانون الأول/ديسمبر 2012، والتي اتبعتها دمشق والإعلام الرسمي بانتقادات حادة. وقالت صحيفة “الوطن” في حينه إن الرئيس الأسد أنهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما “تجرأ” الأخير على سؤاله عن احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية في العام 2014.