تبدأ إسرائيل محادثات مع تركيا خلال الأسبوع الحالي بهدف الترتيب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، حيث تريد تل أبيب استخدام الأراضي التركية كقاعدة لمقاتلاتها لتوجيه الضربات للمواقع الإيرانية، وفق ما ذكرته صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية.
ويأتي التحرك الإسرائيلي في أعقاب المصالحة بين تل أبيب وأنقرة التي تمَّت بوساطة الرئيس الأميركي باراك أوباما عندما زار المنطقة، مشيرة الى أنه لدى كل من الطرفين الدرجة نفسها من المخاوف بشأن البرنامج النووي الايراني.
ويبدأ رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي ياكوف أميدور زيارة الى أنقرة الأسبوع الحالي، حيث سيعرض على الأتراك تزويدهم بصواريخ متطورة وأجهزة مراقبة في مقابل السماح للإسرائيليين باستخدام قاعدة جوية عسكرية في شمال غرب أنقرة.
وتهدف زيارة أميدور لتركيا الى تأكيد المصالحة بين الجانبين، والاتفاق على نقاط الخلاف بين أنقرة وتل أبيب، ومن بينها التعويضات التي ستدفعها إسرائيل لعائلات الضحايا التسعة من الأتراك الذين كانوا على متن سفينة “مرمرة” المتجهة إلى غزة والتي داهمتها القوات الاسرائيلية قبل ثلاث سنوات.
اتفاقية التعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا
كما سيعمل أميدور على إنعاش اتفاقية التعاون العسكري الاستراتيجية الموقعة بين إسرائيل وتركيا في 1996 والتي تتيح للقوات الجوية الاسرائيلية إجراء التدريبات في المجال الجوي التركي، واستخدام قاعدة “أكينشي” الجوية قرب أنقرة.
ويعرض أميدور على الأتراك معدات عسكرية اسرائيلية من شأنها مواجهة الأسلحة والصواريخ الايرانية والسورية، إضافة الى تكنولوجيا دفاعية متطورة من إنتاج شركة (Elop) الاسرائيلية، تتضمن نظاماً متطوراً للرؤية يتيح للطيارين العسكريين إجراء مسح وإتمام عمليات مشاهدة لمساحات واسعة خلال مدة قصيرة جداً.
ويتميز نظام الرؤية والمراقبة الإسرائيلي الذي ستعرضه تل أبيب على تركيا بأن لديه القدرة على التقاط صور دقيقة جداً على بعد يصل الى 60 ميلاً (100 كيلو متر تقريباً) سواء في الليل أو في النهار وبغض النظر عن سوء الأحوال الجوية.
والنظام الذي ستعيد إسرائيل عرضه على تركيا بهدف تحسين العلاقات كان موضوعاً لمباحثات بين الطرفين قبل سنوات، وفي عام 2008 تم الاتفاق على أن تشتريه تركيا إلا أن الصفقة ألغيت في أواخر 2011 نتيجة تدهور العلاقات بين الطرفين.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن “المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كانت تضغط بقوة على السياسيين في إسرائيل من أجل إيجاد صيغة للاعتذار وبالتالي إعادة التحالف الاسرائيلي التركي ضد ايران والنظام السوري”.
وكانت العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد تدهورت في أعقاب هجوم قوات من الكوماندوز الاسرائيلي على سفينة “مرمرة” التي كانت متجهة الى غزة في عام 2010، وهو ما تسبب بمقتل تسعة أتراك.
ويمثل البرنامج النووي الإيراني مصدر قلق لغالبية الدول في منطقة الشرق الأوسط، كما أن الزلزالين الأخيرين الذين ضربا إيران مؤخراً زادا من القلق الذي يسود المنطقة بسبب أن المنشآت النووية قد تصبح مهددة ما قد يحدث كارثة بيئية.
لعنة الله علیکم