يحاول النظام منذ بداية الثورة إلصاق صفة “التشبيح” بدمشق، والتشبيح الذي يلصقه النظام بالعاصمة يختلف عن الشبيحة الذين يقتلون ويغتصبون وينهبون في باقي المدن.

فدمشق لا تزال تحت سيطرة النظام السوري، ولكنها تعيش تحت القمع والحصار، محاصرة بالحواجز، محاصرة بالأمن، محاصرة بالإهانات، محاصرة بمغامرة الخروج من المنزل والعودة بسلام.

وتبدو أن حملة الأسد الانتخابية اليوم تخنق دمشق، حيث تحتل الشوارع وتكاد تخفي ملامح الساحات والشوارع.
ورغم أن المواقع الإخبارية التابعة للنظام والمؤيدة له، أكثرت من الأخبار عن القرارات الرسمية التي تمنع المرشحين من إلصاق الصور على جدران مؤسسات الدولة، وفي المكاتب، إلا أن هذه القرارات بقيت خاصة بالمرشحين الآخرين اللذين اختفت صورهما بشكل شبه كلي من الشوارع.

ليقف شباب لا تتجاوز أعمارهم الـ25 عاماً مع كاميراتهم ليوثقوا المدينة والحصار والصور التي خنقت الحياة هناك.
شباب يخاطرون بحياتهم ويوثقون

“عدسة شاب دمشقي” تنشر يومياً صوراً من دمشق، فيخاطر شباب تتراوح أعمارهم ما بين 18-25 عاماً في كل مرة يرفعون فيها الكاميرا ليلتقطوا صورة، وبحسب “محمد” أحد مشرفي الصفحة الـ”15″، فإنهم يوثقون العاصمة “لأننا نريد للعالم كله أن يرى دمشق المحتلة من الأسد وصوره”.

يقول محمد للعربية نت “خسرنا 4 شهداء مصورين أساسيين في الصفحة، وهم أصدقاؤنا أيضاً (ملهم بيرم، يوسف يونس، عبد الله دوارة، يمان سبيني) وتم اعتقال عدة شباب منا أيضاً، ووفاء لذكراهم كلهم فإننا مستمرون بالعمل منذ سنتين بلا توقف، ونحاول أن نلتقط تفاصيل دمشق وريفها بشكل يومي”.
الكاميرا صديقتنا الوفية

“في معظم الأحيان يحاول النظام إظهار دمشق بأن الحياة فيها طبيعية، ولكننا نعرف أن هذا الأمر ليس صحيحاً، فنحن نعيش هنا ونرى الذل والقهر الذي يمارس علينا وعلى سكان المدينة”، ويتابع محمد”ذهبنا للتصوير في المناطق المحاصرة واستطعنا التقاط بعض الابتسامات التي أعادت لنا ولغيرنا الأمل، ولكن الجوع كان أكثر تواجداً في صورنا لأنه المسيطر على الحياة في تلك المناطق”.

وحول أكثر الحالات التي واجهتهم خطورة، قال محمد إن شابين من الفريق غامرا بأعلى درجات الخطورة عندما صورا حواجز في دمشق.

ويرفض محمد مقولة “العين تعتاد الدمار، والقلب يفقد رقته من الموت”، فيقول: “كل صورة نلتقطها يمر أمام أعيننا شريط الحياة، ننظر للبناء المدمر الذي نصوره وهو خال من سكانه، ونأمل أن يكون بعض ساكنيه نجوا من الموت”، ويتابع محمد: “منظر امرأة أو طفل على قارعة الطريق، هو مشهد يجعل قلبك يرتجف، ويرتجف أكثر لأننا نخلد المشهد ونجعل منه واقعاً لا يمكن لأي تزوير للتاريخ محوه، وهذا أصعب شيء في مهمتنا”.

وأكد محمد أنهم كشباب وكصفحة وموقع على الإنترنت ليسوا تابعين لأي جهة لا سياسية ولا عسكرية، ويعتمدون على أنفسهم لنقل الحقيقة “سنستمر في مهمتنا حتى آخر شاب فينا”.

في دمشق النظام فقط يخاف، والنظام فقط يقتل، وشباب يخاطرون بحياتهم ويتحدونه في كل لحظة ليوثقوا جرائمه ودعاياته وكذبه.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. ألم يسميها “سوريا الأسد” .. يبقى خلص.. ضيعة وارثها من ابوه… يحط صوره في أي مكان يعجبه!! من حكم في ضيعته ما ظلم..
    “منعمرها سوا في راديو سوا” ..!!
    روح يا بشار المنشار.. الله لا يكسبك دنيا و آخرة..
    و سيرى الظالمون أي منقلب ينقلبون..

  2. قال :صوتنا لرجل العمران والتطوير والإمان هههههه …وهو ما خلى حجر على حجر باغلب مناطق سوريا ولا خلى امان بأي مدينة سورية …أظان يفقع فيكم وفيه يلي كاتبين هالعبارة المنافقة !
    ولا عبارة حاربوك ونسيو مين أبوك …أكيد ما حدا بينسى المقبور حافظ وجرايمه الله يقحم روحه جهنم خاصة انه خلف هالشيطان …بينطبق عليهم قول المتنبي :
    مات في القرية كلبٌ فاسترحنا من عواه ….خلف الملعون جرواً فاق بالنباح أباه !
    ولا عبارة سلاماً أيها الأسد سلمت وتسلم البلد ….الله لا يسلم فيه مغز إبرة هو وكل مين عم يدعيله بالسلامة !
    شلة منافقين وشبيحة شو رح يطلع منهم غير هيك ..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *