في أكبر موقف معلن من قضية اللاجئين السوريين، الذين دفعتهم الحرب في #سوريا إلى الهرب من جحيمها بحثاً عن بلد آمن، لهم ولأطفالهم، توجّه ضابط في جيش النظام السوري، بتهديد علني لهم، في حال قرروا العودة إلى البلاد.
وجاء ذلك في حديث أدلى به عصام زهر الدين، العميد في جيش الأسد، لفضائيته الرسمية، وعلى الهواء مباشرة.
وتوجّه العميد زهر الدين إلى الذين خرجوا من سوريا هرباً من الحرب، بقوله: “ومن هرب، ومن فرَّ، من سوريا، إلى أي بلد آخر، أرجوك لا ترجِعْ، لأن الدولة إذا سامحتكَ، فنحن عهداً لن ننسى ولن نسامح”.
منهياً تهديده بالقول واضعاً أصابع يده على شعر ذقنه: “نصيحة من هذه الذقن، أن لا يرجع منكم أحد”.
وتعليقاً على قيام الضابط السالف، بتهديد اللاجئين السوريين، الذين فروا وهربوا من أهوال الحرب، عبّر كثير من النشطاء السوريين، في تعليقاتهم على تهديده العلني، بأنه يفعل هذا انطلاقاً من خطاب الأسد الأخير الذي تحدث فيه عن “المجتمع المتجانس” في سوريا.
وتحدث الأسد في خطابه الأخير، نهاية الشهر الماضي، عن أن الحرب التي مرّت فيها سوريا جعلت الأخيرة، حسب قوله، تكسب “مجتمعاً صحياً متجانساً”. بحيث لم يبق في البلاد، إلا أنصاره أو حلفاؤه أو المستفيدون من حكمه، برأي التعليقات.
تصريحات الأسد بأن لديه الآن مجتمعاً “متجانساً”، فهمت، برأي محللين متابعين للشأن السوري ومعارضين لنظامه، على أنها محاولة منه لـ”شرعنة” عمليات التغيير الديموغرافي التي قام بها في المناطق التي كانت معاقل للمعارضة السورية، وتهجير السوريين بعيداً عن بلادهم، لتخلو له “سوريا متجانسة وصحية” خالية من معارضيه. كما قال معلقون.
هذا ولا تزال التعليقات الغاضبة تتوالى على تصريحات العميد في جيش النظام السوري، والتي يهدد فيها السوريين كي لا يعودوا إلى بلدهم، خصوصاً أن تهديد الضابط المشار إليه، يشمل اللاجئين السوريين وكل الهاربين من بطش نظام الأسد أو المعارضين لحكمه.
يشار إلى أن العميد زهر الدين ظهر، منذ فترة، وهو يلتقط الصور لنفسه، متباهياً، إلى جانب جثث مقطّعة ومتدلية بأسلاء كهرباء، كالذبائح، من على حامل جهاز تكييف الهواء، في صور أثارت رد فعل عنيف جداً، وقتذاك.