العربية- تتصاعد الضغوط الداخلية والخارجية على المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري لمواجهة تصاعد نفوذ الجماعات المرتبطة بالقاعدة، والتي يقول ناشطون إنها تشن حربا على مقاتلي الجيش الحر والأهالي على حد سواء، كما السكوت عن تصاعد نفوذها في سوريا يبعد الدعم الأميركي أكثر فأكثر عن المعارضة السورية.
وتصاعدت الضغوط بعيد انتزاع مقاتلي دولة العراق والشام مواقع لواء أحفاد الرسول التابع للجيش الحر وقتلوا عددا من مقاتليهم في الرقة، التي يقول سكانها إن مقاتلي القاعدة أصبحوا يتمتعون بنفوذ كبير فيها على حساب الجيش الحر.
وتؤكد تقارير استخباراتية أميركية على ضرورة فصل مقاتلي الجيش الحر عن التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في حال رغبت المعارضة بالحصول على دعم غربي، وفي ظل هذا المشهد المعقد يشير تقرير صادر عن معهد بروكينغز، أن الإدارة الأميركية لا تبدي أي استعجال في طريقة تعاملها مع النزاع في سوريا سواء بالضغط على روسيا لعقد مؤتمر للسلام، أو تسليح المعارضة السورية .
ويشير التقرير الأميركي أيضا إلى أن الجيش الحر تعاون في البداية مع مقاتلي القاعدة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد قوات النظام في شمال البلاد، وتساهل مع تدفق المقاتلين العرب والأجانب عبر الحدود والذين شكلوا لاحقا نواة دولة العراق والشام.
وتشير الأنباء الواردة من سوريا إلى أن المعارضة السورية تدفع ثمنه غاليا جراء تساهلها، فالمجتمع الدولي خائف من إرسال السلاح للمعارضة بسبب هذه التنظيمات التي قويت شوكتها، وبدأت بشن هجمات على مقاتلي المعارضة والاستيلاء على مواقعهم التي خاضعوا معارك طاحنة لانتزاعها من يد نظام الأسد .
كما أن الكتائب بالمرتبطة بالقاعدة ارتكبت انتهاكات خطيرة، بداية من اغتيال قياديين في الجيش الحر وترهيب السكان وقصف بعض المناطق، وخطف ناشطين كان آخرهم الأب باولو دايليلو في الرقة الذي لم يعرف مصيره حتى اللحظة.
هذه الحرب التي تشنها دولة العراق والشام على المقاتلين والسكان في سوريا يقول ناشطون ومعارضون إن هيئة أركان الجيش الحر أو الائتلاف الوطني لقوى المعارضة لم يتخذوا موقفا واضحا وعمليا لمواجهتها، متهمين إياهم بالانشغال بخلافاتهم الداخلية فيما يقع السوريون بين فكي قوات النظام ومقاتلي القاعدة .