يلجأ منذ سنوات عدد كبير من طلاب أراضي الجولان السوري المحتل إلى الجامعات السورية لاستكمال دراستهم الأكاديمية، لكن هذا العدد انخفض بشكل كبير منذ اندلاع الثورة السورية، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية وإغلاق معبر القنيطرة الذي يربط بين الجولان والوطن الأم سوريا.
هذا الحال دفع بطلاب المدارس الثانوية في الجولان للاهتمام بمنهاج التعليم الإسرائيلي واللغة العبرية، وذلك لكي يتمكنوا من الحصول على شهادة “البجروت” الموازية لشهادة التوجيهي، على أمل الالتحاق بالجامعات الإسرائيلية كإجراء اضطراري بسبب عدم وجود بديل سوري في هذه المرحلة، فيما يعاني آخرون سبق أن بدأوا دراستهم الجامعية في سوريا من عدم إمكانية استكمالها.
وبحسب معطيات نشرتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، فقد درس أكثر من 90% من طلاب الجولان المحتل في جامعات سوريا بين الأعوام 1997 حتى عام 2011 في أعقاب اتفاق مع النظام السوري، وكان يصل عدد الطلاب الملتحقين بها إلى نحو 400 طالب في السنة الواحدة، لكن العدد انخفض بشكل غير مسبوق في السنة الأخيرة، حيث سجل في الجامعات السورية 132 طالبا فقط، ومن بين هؤلاء قام 37 طالبا فقط بالالتحاق بالجامعات في نهاية المطاف في العام الدراسي الحالي، ولكن العدد الفعلي توقف عند 17 طالبا فقط من الجولان لا يزالون في سوريا.
وذكرت الصحيفة على لسان ناشط اجتماعي من هضبة الجولان، بأن “طلاب المدارس الثانوية يدركون أنه يتوجب عليهم الآن الحصول على شهادة إسرائيلية لكي يتمكنوا من الالتحاق بالتعليم الجامعي في إسرائيل أو حتى في أوروبا، كما بات الطلاب يلتحقون بدورات مكثفة للغة العبرية”.
ونقلت عن رئيس مجلس مجدل شمس، قوله: “منذ اندلاع الحرب الأهلية بدأنا نوجه الطلاب للحصول على أكبر عدد من الوحدات التعليمية في اللغة العبرية لكي يتمكنوا من إتقانها بشكل جيد”.
كما تنشط المجالس المحلية وعدد من الجمعيات في الجولان من أجل إيجاد حلول للطلاب الذين اضطروا لتجميد دراستهم الجامعية التي سبق أن التحقوا بها في سوريا، ومن بينهم طلاب طب الأسنان، الذين قد يتمكنون من استكمال دراستهم بالجامعات الإسرائيلية، في حال تم التوصل لتفاهمات معها.
طلعت إسرائيل أرحم على العرب من العرب أنفسهم..