تشكل حوادث الاختطاف للأجانب في اليمن ظاهرة مستفحلة برزت مطلع تسعينيات القرن الماضي ولا زالت تتصاعد وسط عجز حكومي عن معالجتها، بالرغم من الآثار التدميرية التي خلفتها على الاقتصاد اليمني، وخصوصاً على قطاعي السياحة والاستثمارات الأجنبية.
وكانت مصادر أمنية كشفت، الخميس، أن مسلحين من قبيلة بني ضبيان في خولان يحتجزون فنلنديين ونمساوي منذ 21 ديسمبر/ كانون الأول 2012، مشيرة إلى أن الفنلندي والنمساوي يدرسان اللغة العربية بصنعاء، فيما الثالثة فنلندية وصلت مؤخرا للسياحة في اليمن.
وأشارت إحصاءات رسمية إلى أن العام الماضي 2012 شهد اختطاف 19 أجنبياً وعربياً بعضهم على يد قبائل مسلحة، والبعض الآخر على يد عناصر القاعدة.
وكان أبرز المختطفين نائب القنصل السعودي بعدن عبدالله الخالدي الذي لا يزال مصيره مجهولاً منذ مارس/آذار الماضي باستثناء تأكيدات القاعدة أنه لديها, وكذا خبيرة تدريب سويسرية، تدعى سلفيا ابراهارت، وهي محتجزة منذ منتصف مارس لدى عناصر القاعدة في شبوة.
وخلال عقدين من الزمن، وتحديدا خلال الفترة من 1992 إلى 2011، تم خطف أكثر من 350 أجنبياً أغلبهم من السياح، وقد أطلق سراح معظمهم بعد مفاوضات ودفع فديات وتلبية الحكومة لمطالب الخاطفين.
تنفيذ مطالب الخاطفين
وكانت أهداف عمليات الاختطاف السابقة خلال العقد الماضي الحصول على مشاريع خدمية في المناطق القبلية للخاطفين، إلا أنها توسعت خلال السنوات الأخيرة لتشمل المطالبة بالإفراج عن سجناء لدى الأجهزة الأمنية، لم يتم البت في قضاياهم منذ وقت بعيد.
وفي تصريح لـ”العربية.نت”، حمّل الباحث الاجتماعي، مجيب عبدالوهاب، السلطات مسؤولية كبيرة، نظرا لاعتمادها في الغالب معالجات خارج قانون مكافحة جرائم الاختطاف والتقطع الذي تم إصداره قبل سنوات, وذلك عبر تنفيذها لمطالب الخاطفين.
ولفت إلى أن ظاهرة الاختطاف كبدت اليمن خلال عقدين خسائر بمليارات الدولارات من جراء عزوف السياح عن القدوم إلى لبلاد، وكذلك هروب المستثمرين العرب والأجانب.
قبيلة بني ضبيان
وعلى مستوى المناطق التي تركزت فيها تلك الحوادث، برزت شهرة قبيلة “بني ضبيان ” في خولان بمحافظة صنعاء كرديف لظاهرة الاختطافات, وتأتي بعدها قبائل بني جبر التابعة لخولان أيضا، وقبيلة طعيمان بمحافظة مأرب، وقبيلة الحدأ في محافظة ذمار.
وتحدث لـ”العربية.نت”، الشيخ ناصر أحمد الشريف، وهو زعيم قبلي بارز في بني ضبيان قائلا: “منطقة بني ضبيان مترامية الأطراف محرومة من الخدمات لأن الدولة تعمدت ذلك، حيث كانت تعتبرها قبيلة معارضه للنظام. ولا يوجد لنا تمثيل في مؤسسات الدولة، وأي مؤسسة يذهب إليها مواطن من بني ضبيان يطردوه ويعاملوه معاملة سيئة، وبالتالي لكل فعل ردة فعل، ويرى بعض أبناء المنطقة أن بعض الأساليب مثل خطف الأجانب قد تحل مشكلاتهم”.
وشدد على ضرورة أن يتفهم الجميع أن كل الظواهر السلبية التي ارتبطت ببني ضبيان لم تأت من فراغ وإنما بسبب “محاربة الدولة لنا، ونحن نطالب القيادة والحكومة بتوفير الخدمات لمنطقتنا النائية”.
وأضاف: “نحن المشايخ كان لنا دور في حل مشاكل المختطفين الأجانب والمحليين، وأيضا كثير من مشايخ خولان قاموا بنفس الدور. وقبل فترة وقع كل المشايخ ميثاق شرف ضد عمليات الاختطاف”.
ومن جانبه، يقول مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية، العقيد الدكتور محمد القاعدي، إن لدى وزارته خططا مستقبلية ستتيح تحقيق نتائج إيجابية، وستكفل حماية الأجانب سواء كانوا سياحاً أو دبلوماسيين أو موظفين لدى شركات ومؤسسات يمنية.
قرأت مقابلة مع ميركل قالت و اعذروني ايها اليمنيين ان اليمن ستعود و تنقسم الى يمنين