حسم سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، الخميس، الجدل الدائر في الأوساط السياسية اللبنانية على مدى أسبوعين حول موقف المملكة من المبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية لموقع رئاسة الجمهورية، على حساب كل المرشحين الآخرين.
وأعلن عسيري من بكفيا في ختام زيارته لرئيس حزب الكتائب سامي الجميل أن المملكة العربية السعودية “تبارك” ترشيح فرنجية لسد الشغور في رئاسة الجمهورية، وهي مباركة لا تصل إلى مستوى “التأييد المباشر أو التبني”.
وشدد عسيري على أن “المملكة تدعم اقتراحاً لبنانياً بتولي السياسي سليمان فرنجية رئاسة لبنان بعد الفراغ الرئاسي المستمر منذ 18 شهراً”.
وأكد عسيري أن المبادرة نحو فرنجية “ليست سعودية” وإنما هي “مبادرة لبنانية وإن المملكة تباركها وتشجع على التوصل إلى نتيجة للحوار الدائر بين القادة المسيحيين”.
واعتبرت أوساط متابعة من قوى 14 آذار، أن عسيري – بدفعه باتجاه حوار مسيحي مسيحي – “يقطع الطريق على رهانات رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تغيير المعطيات من خلال انتظار موقف يختلف عن موقف زعيم تيار المستقبل”.
موقف عسيري الواضح بأن المملكة تبارك هذا الترشيح “ما دام المرشح لبنانياً واختاره اللبنانيون بغض النظر عن انتمائه” السياسي، هو موقف يتخطى كل الاعتراضات التي قدمتها القوى المعترضة على ترشيح فرنجية خاصة لجهة علاقته الخاصة برئيس النظام السوري بشار الأسد وتحالفه مع حزب الله.
كما اعتبرت أوساط 14 آذار أن اختيار السفير السعودي الإعلان عن “مباركة” الرياض لهذا “الخيار اللبناني” من بكفيا ومن دارة رئيس حزب الكتائب يحمل رسالة واضحة برغبة الرياض في عدم الدخول في الانقسام الحاصل على الساحة المسيحية، ويظهر أن السعودية فضلت بكفيا القادرة على لعب دور “مرن” بين الأطراف المسيحية، وبالتالي فإن أي تعديل في موقفها سيضمن توفير الغطاء المسيحي لوصول سليمان إلى سدة الرئاسة وإنجاز هذه التسوية، خاصة إذا ما أخذ بعين الاعتبار الموقف المرن واللين للبطريركية المارونية التي تعتبر المرجعية الروحية للموارنة في لبنان تجاه ترشيح فرنجية.
وأبدت هذه الأوساط اعتقادها بأن الموقف الذي أعلنه السفير عسيري “يُسقط” بيد رئيس حزب القوات اللبنانية جعجع، وقد يدفعه إما للدخول في أجواء التسوية والقبول بوصول فرنجية إلى الرئاسة، وإما يدفع به لمزيد من التنسيق مع زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال سليمان لعرقلة هذه التسوية، وبالتالي توفير الأرضية التي تسمح لتنصل حزب الله من دعم فرنجية والتمسك بترشيح عون، ما لم يعلن عون في موقف دراماتيكي تخليه عن ترشحه لصالح فرنجية مباشرة.
منهم ١٤ اذار
ماقصتهم