العربية.نت- يعقد الائتلاف السوري المعارض اجتماعاً طارئاً في الأيام القليلة المقبلة، بطلب من بعض أعضائه، على خلفية ما وصف بالتصريحات “المنفردة”، التي أعلنها رئيس الائتلاف السوري معاذ الخطيب خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي أعربت فيه الخارجية الأمريكية على لسان المتحدثة باسمها، فيكتوريا نولاند، عن دعمها المبادرة التي أطلقها الخطيب للحوار مع نظام بشار الأسد.
وقالت نولاند: “إذا كان لدى نظام (دمشق) أدنى اهتمام (بصنع) السلام، يتعين عليه الجلوس، والتحدث الآن مع الائتلاف السوري المعارض، وسندعم بقوة دعوة الخطيب“.
ورفضت الخارجية الأمريكية في الوقت نفسه حصول الرئيس السوري على أي حصانة، وأضافت: “لا أعتقد أن الرئيس الخطيب من خلال ما قاله كان يفكر في أنه يجب أن تكون هناك حصانة” للمسؤولين السوريين ولبشار الأسد.
وكان الخطيب رئيس الائتلاف الوطني السوري, قد جدد دعوته للحوار مع النظام مشدداً على أن الحوار يجب أن يكون على مبدأ رحيل الأسد. وقال إن الائتلاف يقبل الحوار مع فاروق الشرع نائب الأسد، وأن المبادرة جاءت نظراً للظروف غير الإنسانية التي يعانيها الشعب السوري.
ولاقت تصريحات الخطيب امتعاضاً في صفوف الائتلاف المعارض، لاسيما لدى المجلس الوطني السوري، أحد أبرز مكوناته، حيث جاءت تصريحاته “مفاجئة”، ومن دون العودة إلى الهيئة العامة للائتلاف أو حصول أي تنسيق مسبق، واعتبرها البعض دليلاً على “إحباط” المعارضة وخيبتها من إمكانية إسقاط نظام الأسد.
أداء إعلامي مضطرب
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الثلاثاء، أظهرت مصادر قيادية في الائتلاف مواقف ممتعضة مما سمته “الأداء الإعلامي المضطرب” للخطيب. ورجحت أن يكون هذا الأداء ناجماً عن “خوف أو تردد ما في أعماقه أو لتعرضه لضغوط عبر مقربين منه، وربما حاول من خلال موقفه أن يطرح جزءاً من مخاوف معينة لديه”.
وأوضحت المصادر عينها أن “الخطيب اتخذ قراراً بتسريب فكرة التفاوض بشكل منفرد، لكنه وبعد معاتبته من أعضاء في المجلس الوطني والائتلاف قال إن موقفه شخصي”، مشددة في هذا السياق على أن “تبريره ليس مقنعاً، لأنه لا يمكن لنا الفصل بين شخصه وتصريحاته، وإذا ما أراد الدخول في مفاوضات مع النظام فبإمكانه القيام بذلك بصفته الشخصية كمعارض، ولكن ليس بصفته كرئيس للائتلاف”.
الائتلاف تفاجأ بتصريحات الخطيب
وفي سياق متصل، نقلت الصحيفة عن عضو الائتلاف المعارض وأمين السر في المكتب التنفيذي للمجلس الوطني الدكتور هشام مروة قوله إن “ما قام به الخطيب هو محاولة أو مبادرة تحتاج لإقرارها من الهيئة العامة للائتلاف حتى تكتسب مشروعية ودستورية، بمعنى أنها تحتاج إلى إجازة من الائتلاف”. ولم ينفِ أن “كثيرين من أعضاء الائتلاف قد تفاجأوا بتصريحات الخطيب، ومنهم من دعاه للاستقالة، لكن أعتقد أن هذا الكلام سابق لأوانه ويؤجل لاجتماع الائتلاف الطارئ الذي سيعقد قريباً”.
وعما إذا كان الخطيب ينطلق في موقفه هذا من الحاجة إلى وقف سفك دماء السوريين، قال مروة: “كلنا نريد وقف إراقة الدماء، التي تروي أرض سوريا أكثر من قطرات المطر هذه الأيام، ولكن لا يمكن لأحد أن يقدم ذرائع للنظام، تحت أي عنوان كان لإخماد الثورة”.
وشدد على “أي استجابة من الأسد للضغوط الدولية لا توقف حمام الدم، لأن هدفه الرئيسي إسقاط الثورة بالدرجة الأولى، ولا يمكن له أن يتراجع من دون قوة تجبره على ذلك”، مؤكداً أنه “لا أمل بوقف إراقة الدماء إلا برحيل الأسد وليس بالمفاوضات، وهذا ما يعرفه المراقبون والمواكبون عن كثب للتجربة السورية في السنوات الخمسين الأخيرة”.