أثار تجمع لرجال دين سنّة في لبنان قضية تسجيل فيديو ظهر فيه شخص يعتقد أنه موقوف لدى السلطات اللبنانية بتهم على صلة بـ”الإرهاب” وهو يتعرض لممارسات وتصرفات غير لائقة، مطالبا بإحالة المسؤولين عن القضية إلى القضاء.
ويأتي التسجيل في وقت يعيش فيه الشارع اللبناني حالة صدمة جراء قطع رأس أحد جنود الجيش اللبناني الذين كانوا قد اعتقلوا على يد عناصر متشددة بعد مواجهات دموية في بلدة عرسال الواقعة على الحدود بين لبنان.
ويظهر في التسجيل من يعتقد أنه أحد الموقوفين لدى أجهزة الأمن اللبنانية، ويدعى محمد بركات، وهو ممدد على سرير في مستشفى، ومن ثم يطلب الماء ليشرب، فيرد عليه أحد الموجودين بالغرفة عارضا التبول في فمه، ومن ثم يطلب منه أن يصف نفسخ بأوصاف بذيئة، قبل أن يتعرض بركات لضربة على ساقه التي يبدو أنها كانت مصابة.
وأصدر المكتب الإداري لهيئة علماء المسلمين في لبنان، والذي يضم عشرات رجال الدين السنة وكان قد شارك في المفاوضات بين الجيش اللبناني ومجموعات سورية مسلحة قاتلت الجيش في بلدة عرسال قبل أيام، بيانا ندد فيه بذبح جندي لبناني، مؤكدا استعداد الهيئة للعودة إلى التفاوض حول سائر الجنود المحتجزين “عندما تتوفر الظروف المناسبة.”
وتطرقت الهيئة إلى قضية قطع رأس أحد جنود الجيش ونشر صور ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وناشدت الخاطفين الذين كانوا قد احتجزوا عددا من الجنود مطالبين بمبادلتهم بسجناء وناشدت الخاطفين “التوقف عن مثل هذه الأعمال التي لا تخدم القضية السورية ولا السلم في لبنان.”
واستنكرت الهيئة أيضا ما وصفتها بـ”ممارسات شاذة” لبعض أفراد الأجهزة الأمنية اللبنانية تجري في “أقبية التحقيق للمعتقلين السوريين” وطالبت الدولة اللبنانية بالعمل على إنهاء تلك الحالات ومعاقبة من يقوم بها، كما دعت إلى “التحقيق الفوري في الشريط المسجل حول تعذيب المعتقل محمد بركات وإحالة المتورطين إلى القضاء.”
ولم يصدر حتى الساعة تعليق رسمي حول الفيديو، علما أن وسائل الإعلام اللبنانية كانت قد ذكرت قبل أيام خبر توقيف محمد بركات مؤكدة أنه مطلوب بمذكرات توقيف، لأسباب بينها محاربة الجيش.
ما بيكفي تهمة محاربة الجيش !!!