قال الدكتور خالد علم الدين مستشار الرئيس المُقال وأحد قيادات حزب النور السلفي: “لا أريد جزاءً ولا شكوراً، ولم أتقاض مليماً من رئاسة الجمهورية حتى شهر يناير، والرئاسة لم توفر لي سيارة ولا حتى بدل تنقل لأنني آتي من خارج القاهرة كل يوم”.
وأكد علم الدين “أصرف من جيبي 400 جنيه يومياً، وأرى سكرتارية الرئاسة تمتلك سيارات فارهة ومكافآت كبيرة، رغم أن العقد الذي وقعته في رئاسة الجمهورية، ينص على أن مكافأتي الشهرية 10 آلاف جنيه، إلا أنني لم أحصل على شيء، وفي النهاية الرئاسة تطعنني في شرفي وسمعتي، وتتهمني بأنني أتربّح من منصبي، وأنا من هنا أسأل الرئيس محمد مرسي: أين تذهب ميزانية رئاسة الجمهورية يا سيادة الرئيس؟”.
وأشار خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده لبيان أسباب إقالته إلى أنه لم يستطع مقابلة رئيس الجمهورية منذ ثلاثة أشهر، موضحاً أنه طلب من الدكتورة باكينام الشرقاوي التوسط له وتنسيق موعد يجمعه برئيس الجمهورية حتى يناقشه في أمور تتعلق بعمله في شؤون البيئة.
وقال: “كنا نجلس مع الرئيس ونحن مستشارون للرئيس، ثم عقدنا الاجتماع مع النائب، ثم مرة أخرى مع باكينام الشرقاوي، مساعد الرئيس للشؤون السياسية، ثم السكرتير، ولم نقابل الرئيس بعدها”، وأضاف: “عندما شعرت بأن المشاريع التي أقدمها أصبحت بلا فائدة قدمت استقالتي”.
وتابع “ما حدث معي يعتبر غدراً، ولابد أن يتم تحديد سبب الإقالة كنوع من المصداقية والشفافية”، مشيراً إلى أن ذلك كان عادياً في حكم المخلوع لأن هؤلاء كانوا يعملون موظفين عنده.
واتهم المستشار الذي أقاله مرسي من منصبه أمس الرئيس المصري بأنه “شهَّر به”، وقالت وكالة الأناضول إنه وجّه رسالة إليه وهو يبكي: “ليسامحك الله سيدي الرئيس”.
وخلال مؤتمر صحافي اليوم لحزب النور المنبثق عن الدعوة السلفية والذي يعتبر علم الدين أحد قياداته، قال الأخير للرئيس “تأتي اليوم لعملك بالرئاسة وقد شهَّرت بي، ولم تعتذر.. ليعلم السيد الرئيس أني كنت أعمل لله فقط”.
ولم يتمكّن من حبس دموعه وهو يطالب الرئيس المصري باعتذار شخصي منه، قائلاً: “لن أرضى بغير ذلك”.
وأشار إلى أن مؤسسة الرئاسة “حاولت مساومته” طوال ليل أمس ووعدته بأن “تجد مخرجاً” من خلال قول إن وقائع استغلال المنصب التي نسبتها إليه “لا تمت له بصلة”، إلا أنه رفض “خشية الغدر”، على حد تعبيره.
وخلال المؤتمر قال نادر بكار، المتحدث الرسمي باسم حزب النور، إن فؤاد جاد الله، المستشار القانوني لمؤسسة الرئاسة، “اتصل بنا الآن ونقل لنا اعتذاراً رسمياً من مؤسسة الرئاسة وإن النظام سيصدر بياناً يوضح اللبس الذي حدث”.
إلا أن جاد الله أكد في تصريحات صحافية بالتزامن مع المؤتمر الصحافي لعلم الدين أن “الرئاسة لم تصدر أي بيان يتهم خالد علم الدين مستشار الرئيس لشؤون البيئة المقال من منصبه”، نافياً صدور أي اعتذار من مؤسسة الرئاسة بهذا الشأن.
وأوضح “لم يصدر عن الرئاسة بيان يتضمن اتهامه (علم الدين) بأي شيء وإنما صدر قرار بإقالته لأسباب تتعلق بأسلوب عمله وتجاوزات حدثت جعلته مصدر شبهات”، مضيفًا “الرئاسة ليست طرفاً في هذه التجاوزات لذا لم تصدر بياناً حولها رغم توافر معلومات مؤكدة وقرائن عن تلك التجاوزات التي تتعلق بفريق عمل علم الدين”.
ولفت إلى أن إقالة علم الدين هو “إجراء وقائي لعدم التأثير على إجراءات التحقيق في التجاوزات ودرءاً للشبهات وسداً للذرائع”.
وفي السياق ذاته أكد بسام الزرقا، مستشار الرئيس مرسي للشؤون السياسية وأحد قيادات حزب النور، استقالته من منصبه بالهيئة الاستشارية للرئاسة.
وكان الرئيس المصري محمد مرسي قرر إقالة مستشاره لشؤون البيئة أمس، وذكر المتحدث باسم الرئاسة ياسر علي، حسب ما نقلت وكالة الأناضول، أن “إقالة علم الدين جاءت بعد اطلاع الرئيس على تقارير رقابية أفادت بمحاولة المستشار استغلال منصبه لمنافع شخصية”.