استنكر عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر عضو جبهة الإنقاذ المعارضة، الهجمة التي تعرض لها عقب لقاء جمعه بخيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين والدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة.
وقال عمرو موسى في بيان صحافي مطول أصدره الخميس، إنه لا يرى مانعاً من لقاء شخصيات رئيسة في جماعة الإخوان المسلمين مع قادة وأعضاء بجبهة الإنقاذ للتعرف إلى المواقف الحقيقية والمساهمة في أي خطوات ايجابية لحل المشكلات الوطنية.
ووجّه عمرو موسى كلمة للمواطنين والمعارضة في بيانه بشأن لقائه بالشاطر قائلاً: “تابعت باهتمام التساؤلات المتزايدة التي طرحت بعد لقائي بنائب المرشد العام للإخوان المسلمين، وأرى أنه من واجبي أن أرد على هذه التساؤلات بوضوح وشفافية كما تعودت دائماً معكم”.
وأضاف البيان “بداية أود أن أعتذر عن أي سوء فهم أو ارتباك إعلامي حدث لصدور الأخبار الخاصة بهذا اللقاء بطريقة غير منظمة، وربما شابتها أيضاً سوء النوايا، أدت إلى حالة من البلبلة ساعدت عليها بعض عوامل الإثارة والتهييج المعروفة، وقد قام المكتب الإعلامي بإصدار بيان عن اللقاء فور انتهائه، كما جرت العادة، وفقاً لقاعدة الشفافية مع المواطن مثلما حدث في لقاءات سابقة مع الدكتور سعد الكتاتني وقيادات حزب النور، وغيرها من قيادات الأحزاب المصرية والشخصيات الرئيسية فيها، أو حتى بعد لقاءات مماثلة لقادة في جبهة الإنقاذ”.
ثانيا: تم ترتيب لقاء عاجل في منزل الدكتور أيمن نور للأهمية القصوى في أمور تمس أمن مصر وتم تلبية الدعوة لهذا السبب.
وتابع “اندهشت من موقف الدكتور أيمن نور من استدعائه للصحافة، رغم تأكيده أن اللقاء خاص، كما دهشت من إنكار حدوث اللقاء ذاته، رغم أنه هو صاحب الدعوة، والتي أكد فيها على خطورة الأمر ومساسه بالأمن القومي.
وأضاف موسى “قبلت دعوة الدكتور أيمن نور للقاء بمنزله مدعو إليه كذلك السيد خيرت الشاطر والدكتور الكتاتني، ولا أرى ما يمنع من هذه اللقاءات التي جرى مثلها مع شخصيات رئيسية في جماعة الإخوان المسلمين من جانب عدد من قادة وأعضاء جبهة الإنقاذ، في محاولة التعرف إلى المواقف الحقيقية والتحولات التي نتمنى أن تظهر من جانب رجال حكم في لحظة من أخطر اللحظات في التاريخ المصري المعاصر، وأهمية ذلك بالنسبة للحسابات السياسية الجارية، والأهمية القصوى لقضايا الأمن القومي التي أشار إليها الدكتور أيمن نور”.
الوضع خطير
وأكد عمرو موسى “أنه رغم موافقتي على عقد هذا اللقاء لم أكن أجهل الاعتراضات التي قد يوجهها البعض أو الكثيرون لأي تعامل مع الإخوان بعد أداء النظام وأعضاء الجماعة، ولكني قررت أن أمضي قدما لقناعتي بأن الوضع خطير، وأن هناك أهمية وعجلة كما ذكر لمثل هذا اللقاء، ثم أنه من المهم القول الصريح والمباشر إن الناس فقدت الثقة بثلاثية الحكم (الرئاسة، الحزب، الجماعة) وأن الغضب متصاعد لدينا نحن المواطنين المصريين بطريقة لا تبدو أنها مقدرة التقدير الصحيح من جانب النظام.
وأوضح موسى قائلاً: “إنني إذ وقعت استمارة “تمرد” التي خطها الشباب وتبنيت موقفهم، فإنني قد أبلغت هذه الرسالة بمنتهى الوضوح إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأننا نطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وأننا جميعاً، أفرادا وأحزابا، سوف نتظاهر بسلمية لأجل هذا الهدف يوم ٣٠/٦ القادم”.
وأكد عمرو موسى أن “الأفئدة المريضة التي ترى في كل لقاء سياسي هدفا لمغنم أو منصب إنما تهبط بالذهن إلى درك خطير بكل مبادرة، وتجرم النوايا الإيجابية والحسنة من منطلق الإخلاص للوطن، والخوف على مصر وعلى قوتها وعلى شبابها أمام حالة طغيان كبير، وذلك مع رفض أي مناصب مهما علت، كما أعلنت ذلك من قبل”.
رفض التعامل مع السلطة المستبدة
وعلق حسين عبدالغني، المتحدث الرسمي باسم جبهة الإنقاذ، عن تلك الزيارة قائلاً: إن ما حدث من السيد عمرو موسى واجتماعه مع نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، مبادرة فردية ولم يتشاور مع قيادات الجبهة.
ولفت عبدالغني، خلال حديثه لـ”العربية”، إلى وجود اتفاق بين قادة الجبهة ينص على ألا يتم التعامل مع السلطة المستبدة، في إشارة إلى مرسي، وعلى الجميع الالتزام بذلك.
واعتبر المتحدث باسم الإنقاذ حديث عمرو موسى بأن ما حدث له سوء فهم، بمثابة “الاعتذار”، مشيراً في الوقت عينه إلى أن الجبهة قاطعت الحوار مع الرئاسة بعيد الإعلان الدستوري الذي صدر في أغسطس/آب من العام الماضي، جاء ذلك رداً على سؤال حول ما هي الإشكالية في اجتماع موسى مع الشاطر.
ونوه عبدالغني، بأن قيادات الإنقاذ ستكرر في اجتماعها المقبل المزمع عقده السبت، قواعد صارمة، حتى لا تكون هناك قرارت فردية، لافتاً إلى أن 30 يونيو/حزيران سيكون من أعظم أيام ثورة 25 من يناير.
وعلى نفس الجانب، قال الكاتب الصحافي، سعد هجرس في حديث لقناة “العربية”: أعتقد أنه تم استدراج السيد عمرو موسى بحجة مناقشة قضية متعلقة بالأمن القومي المصري، وهذا طعم لمحاولة شق صف المعارضة.
وأكد أن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية ورئيس حزب المؤتمر، عمر موسى، سيقدم خلال الاجتماع المقبل وجهة نظره حول اجتماعه مع الشاطر.
وعن سبب تخوف الإخوان من تظاهرات 30 يونيو، عزا هجرس ذلك إلى الإقبال الجماهيري على حملة “تمرد”، وما لاقته من قبول واسع.وتابع: “السلطة أدركت أنها أمام تحرك حقيقي، فبدأت بعمل حركة “تجرد”، بالإضافة إلى اصطناع مشكلة أخرى لتشتيت الانتباه، كما هو الحال في قضية وزارة الثقافة”.
“الإنقاذ” تبحث استبعاد موسى
جاء ذلك عقب قرار “جبهة الإنقاذ الوطني” في مصر، بحث إبعاد رئيس حزب “المؤتمر” عمرو موسى من الجبهة، خلال اجتماعها السبت المقبل، وذلك بعد لقاء موسى بنائب المرشد العام لـ”الإخوان المسلمين” خيرت الشاطر في منزل أيمن نور، وذلك بحسب ما صرح به حمدين صباحي، القيادي بـ”جبهة الإنقاذ الوطني” لصحيفة “اليوم السابع” المصرية.
فلقاء موسى مع الشاطر تحول إلى فتيل أزمة جديدة بمصر قد تنفجر في أي لحظة.
اللقاء الذي تم داخل منزل رئيس حزب “غد الثورة” أيمن نور، بحسب صحيفة “اليوم السابع “، تم دون التشاور مع قيادات “الجبهة”، مما دفع بالبعض إلى اعتباره محاولة لتفتيت الجبهة، فيما اعتبر آخرون أن موسى وقع في شرك “الإخوان”.
وجاء رد “الجبهة” على لسان حمدين صباحي الذي أعلن عن بحث “الجبهة” لإمكانية إبعاد موسى منها معتبراً سلوك موسى فرديا ولا يعبر عن رأي “الجبهة”.
وأكد صباحي أن موسى سيكون “محل محاسبة” يُستمع فيه لرأيه في اجتماع “الجبهة” الأسبوع المقبل، قبل أن يصدر قرار بهذا الشأن.
ووجد موسى نفسه مضطراً للكشف عن اللقاء، وقال في بيان له إن الاجتماع بحث الوضع الداخلي في مصر بسبب ما وصفه بسوء إدارة البلاد وتصاعد الاحتجاجات.
وعلى الرغم من تطرق موسى في بيانه إلى المظاهرات المزمع الخروج لها نهاية الشهر الجاري، ووصفها بالسلمية، أكدت “جبهة الإنقاذ” أن لقاءه بالشاطر لن يؤثر على دورها في تأييد مليونية ٣٠ يونيو/حزيران، وتأييد حملة “تمرد” لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي.