غليون: الخطيب استقال بسبب الضغوط التي أدت لانتخاب هيتو

اعتبر رئيس المجلس الوطني السوري السابق الدكتور برهان غليون أن استقالة معاذ الخطيب من رئاسة الائتلاف السوري مرتبطة بالضغط الذي مورس لانتخاب غسان هيتو، كرئيس لأول حكومة انتقالية مؤقتة للمعارضة السورية.
وأكد في حديثه لقناة “العربية” أن خبر استقالة الخطيب كان مفاجأة للجميع، واعتبر أن “كل استقالة احتجاج، وأنا أرى أن الشيخ معاذ كان له ثلاثة أسباب للاحتجاج”.
وأول الأسباب التي عددها غليون كان “الاحتجاج ضد الدول الصديقة التي لم تقدم ما يكفي من الوسائل المادية والعسكرية والإغاثية خاصة للشعب السوري”. وثاني أسباب الاستقالة، حسب غليون، هو “الاحتجاج ضد بعض الدول التي حاولت أن تعبث ضمن إطار الائتلاف من أجل أن توجه قوة ضد أخرى لتتدخل في عمل الائتلاف”.
وأضاف غليون أن ثالث سبب دفع الخطيب للاستقالة هو “سلوك بعض أطراف الائتلاف أنفسهم الذين بدل أن يتعاونوا من الرئيس ويدعموه، أصبحوا عقبة أمام تسيير أعماله”، مذكراً أنه حين كان رئيسا للمجلس الوطني السوري شهد هذا النوع من التصرفات.
استقالة مناصري هيتو
وفي هذا السياق علق على خبر عدم اعتراف الجيش السوري الحر بغسان هيتو كرئيس لأول حكومة انتقالية مؤقتة للمعارضة السورية قائلاً: “هذا من الأسباب التي دفعت الخطيب للاستقالة، بسبب التدخلات والفوضى التي سادت في الاجتماع الأخير للمعارضة السورية، والصراع الدائر”.

وأضاف: “كل هذا أفضى إلى نتيجة لم ترضِ الجميع وهي انتخاب رئيس مكلف بتشكيل حكومة معارضة، من دون إجراء مشاورات كافية مع الجيش الحر والناشطين وأطراف المعارضة الأخرى”.
وأقر أن هذه التجاذبات تضر بالمعارضة واعتبر أنه: “يجب على هؤلاء الذين ضغطوا بشكل غير معقول من أجل أن ينجحوا مرشحهم أن يأخذوا الدرس من ما حصل ويعرفون أنه لا يمكن أن تقاد الأمور داخل معارضة متعددة متنوعة بهذه الطريقة”.
وتابع قائلاً: “هذا خطأ ينبغي أن يتحمل مسؤوليته الذين دفعوا في هذا الاتجاه، يجب أن يقدموا استقالتهم أيضاً من أجل أن نعيد ترتيب أوضاع المعارضة بما يسمح بأن تكون مستقلة سيدة، وأن تختار حسب الآليات الديمقراطية أي مرشح جديد سواء كان لرئاسة الائتلاف أو رئاسة الحكومة”.
استعادة العلويين لمكانتهم في سوريا
وفي سياق آخر اعتبر أن اجتماع المعارضة السورية العلوية في القاهر “مطمئن لأنه يبين أن جزءا على الأقل من الطائفة العلوية هي حالياً في معسكر الثورة ومعسكر المستقبل”.
وقال إنه “لا يجوز أن تبدو الطائفة العلوية إلى الأبد كأنها رهينة النظام وأن مصيرها سيكون محددا بمصير النظام”، مشدداً على أن النظام يتفكك حالياُ في حين “ستبقى الطائفة العلوية بلا شك وهي أحد المكونات الرئيسية في سوريا وأصبح لديها الآن خيار آخر وممثلون آخرون”.
ووصف اجتماع المعارضة هذا بأنه “بداية العودة إلى المصالحة الوطنية ومنطلق لمسيرة طويلة من استعادة الطائفة العلوية إلى مكانها الطبيعي مكان العمل مع جميع أبناء المجتمع السوري من أجل سوريا جمهورية ديمقراطية تعددية”.
وأكد أن الناشطين السوريين العلويين على تواصل مباشر مع الثوار وبعضهم مشارك أيضاً في كتائب مسلحة تعمل ضد النظام السوري. وختم هذا الموضوع معتبراً أنهم قد “لا يمثلون أغلبية أبناء الطائفة العلوية لأن جزءا كبيرا منها قد أغري بالدخول مع النظام ولكنهم يمثلون جزءا مهما، وهو الجزء المتماشي مع المستقبل”.