برر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس التراجع في الخطاب الفرنسي الحازم حيال سوريا قائلاً: “لم نغير في خطابنا لكن الوضع في سوريا دراماتيكي، على الأرض لا تتقدم الأمور كثيرا للأسف، يجب إذن زيادة الضغط الدبلوماسي”.
واعتبر في حديثه الى قناة “العربية” أنه “كانت هناك بعض الإشارات المشجعة مثل دعوة رئيس الائتلاف الوطني السوري إلى محادثات ليس مع بشار الأسد بل مع شخصيات في النظام”.
وأعاد تأكيد إيمانه بالحل السياسي “الذي يجب أن يتحقق بسرعة لأن هناك عشرات القتلى يسقطون يوميا ولأن المتطرفين والإرهابيين سينتصرون إذا استمر الوضع على هذا السوء وهذا سيكون سلبيا على المنطقة بأسرها”. وأضاف: “لذلك نريد السلام والعقبة أمام السلام هو بشار الأسد”.
تداعيات الأزمة السورية على لبنان
وعن تزويد المعارضة السورية بالسلاح قال فابيوس: “القتال في سوريا غير متكافئ لأن بشار الأسد يمتلك سلاح جو وأسلحة أخرى ثقيلة”. إلا أنه حذر قائلاً: “قبل تقديم أسلحة ثقيلة للمعارضة يجب علينا الانتباه في أيدي من ستقع، لأننا رأينا في ليبيا أنه عندما تم إرسال أسلحة وقعت للأسف في أيد سيئة في مالي وغيرها”.
واعتبر فابيوس أن الأزمة في سوريا قد تكون لها تداعيات على لبنان لأن “موقف السيد بشار الأسد يقوم على خلط الأمور وإحداث اضطراب في المنطقة برمتها، إذا استمرت الأزمة وواصل الأسد بطشه سيكون الخطر على لبنان كبيرا جدا”.
وفي سياق آخر، قال فابيوس إنه “لا يمكن لإيران امتلاك قنبلة نووية لأن ذلك سيكون تحريضا للدول الأخرى في المنطقة على التسابق النووي وهذا سيكون خطيرا جدا”. وأضاف أن إيران لم تغير حتى الآن مسارها رغم التحذيرات المتكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأوضح قائلاً: “اعتمدنا حيال الإيرانيين مقاربة مزدوجة: التفاوض والعقوبات، إذا لم يتعاونوا سنزيد العقوبات لأن السلاح النووي في يد إيران تهديد للجميع”.
صعوبة الوضع في مصر وتونس
وعن الأزمة السياسية في تونس قال فابيوس: “اعتقدت أن الأمور، بعد الثورة، ستجري بطريقة أسهل مما حصل في بلدان أخرى لأن هذا البلد ليس كبيرا وعنده مستوى تعليمي جيد ومستوى اقتصادي قوي نسبيا وتقاليد في حقوق الإنسان وحقوق المرأة”.
وتابع قائلاً: “نحن لا نرغب في أي تدخل في الشأن التونسي لكن نتمنى احترام حقوق الأقليات وحق التناوب السياسي. الربيع العربي هو في الأصل رغبة في الكرامة وفي محاربة الفساد وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية خصوصا بالنسبة للشباب”.
وأخيراً اعتبر فابيوس أن الوضع في مصر “صعب بالنظر الى العدد الهائل للسكان، أكثر من 80 مليونا، الوضع الاقتصادي والاجتماعي ليس جيدا والأمور حساسة جدا”، ودعا إلى “حلول عبر الحوار لأن العنف لا يحل أي مشكلة”.