فرانس برس- قررت فرنسا اليوم الاثنين تمديد إغلاق سفارتها في صنعاء إلى يوم الأربعاء 7 أغسطس/آب الجاري، ويأتي هذا القرار الذي اتخذه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في إطار الإجراءات الأمنية بعد تهديدات القاعدة الجدية، كما قررت بريطانيا تمديد إغلاق سفارتها في اليمن حتى نهاية عيد الفطر الذي يبدأ الخميس المقبل.
وكانت بريطانيا وألمانيا وفرنسا أعلنت إغلاق سفاراتها في صنعاء يومي الأحد والاثنين بعد التحذير الذي أطلقته واشنطن من خطر تعرض مصالح غربية في العالم لهجمات إرهابية يعد لها تنظيم القاعدة.
وقررت كذلك كندا إغلاق بعثتها الدبلوماسية في دكا عاصمة بنغلادش الأحد من باب الحيطة.
ومن جهتها أعلنت واشنطن مساء الأحد تمديد إغلاق 19 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وإفريقيا حتى العاشر من أغسطس/آب لدواع أمنية إثر ورود معلومات استخبارية تفيد أن تنظيم القاعدة قد يشن هجوما وشيكا.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان أن القائمة تضم 15 من البعثات الدبلوماسية التي أغلقت الأحد خوفا من تعرضها لهجمات قد يشنها تنظيم القاعدة وأربع بعثات جديدة، فيما أشارت إلى أن عددا من البعثات الدبلوماسية الأخرى التي أغلقت الأحد ستفتح أبوابها الاثنين.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي في بيان إن هذا الإجراء “ليس مؤشرا على مجموعة من التهديدات الجديدة بل دليل على التزامنا بتوخي الحذر وأخذ التدابير المناسبة لحماية موظفينا، بما في ذلك الموظفون المحليون والزوار في بعثاتنا”.
وكانت واشنطن أعلنت الخميس إغلاق ما لا يقل عن 25 من بعثاتها الدبلوماسية الأحد إثر اعتراض رسائل صادرة عن قياديين كبار في تنظيم القاعدة.
وقال مايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس النواب، إن الولايات المتحدة في حالة استنفار، متحدثا عن “واحد من أدق التهديدات وأكثرها صدقية التي رأيتها منذ 11 سبتمبر/أيلول”. وأضاف في تصريح لشبكة سي.بي.أس أن ثمة اعتداء “وشيكا” على ما يبدو.
وأشار بيتر كينغ، العضو في لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، إلى أن المعلومات تتحدث عن “اعتداء كبير وهناك أيضا بعض التواريخ المذكورة” موضحاً أننا “نعتقد أن ذلك سيحصل على الأرجح في الشرق الأوسط أو حول سفارة لكن لا يوجد أي تأكيد”.
من جهته، قال الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس الأركان الأميركي في تصريح لشبكة أيه بي سي “ثمة تدفق معلوماتي كبير يتحدث عن تهديدات، وعلى هذا الأساس نتصرف”. وحذر من أن تهديدات القاعدة بشن اعتداءات تستهدف كل المصالح الغربية، مشيرا إلى أنها “أكثر تحديدا” من كل ما ورد حتى الآن. وقال في برنامج “ذيس ويك” إن الهدف الدقيق ليس معروفاً لكن “القصد واضح. الفكرة هي مهاجمة المصالح الغربية وليس الأميركية فقط”.
فتح عدد من البعثات الأميركية
وأوضح بيان وزارة الخارجية أن البعثات الدبلوماسية في كل من أبوظبي، عمان، القاهرة، الرياض، الظهران، جدة، الدوحة، دبي، الكويت، المنامة، مسقط، صنعاء، طرابلس، أنتاناناريفو، بوجمبورا، جيبوتي، الخرطوم، كيغالي وبورت لويس ستغلق أبوابها الاثنين وستبقى كذلك حتى السبت المقبل.
وأضاف أنه بالمقابل فإن عددا آخر من البعثات الدبلوماسية سيفتح أبوابه الاثنين لتسيير المسائل الجارية ومن هذه البعثات دكا، الجزائر العاصمة، نواكشوط، كابل، هرات، بغداد، البصرة وأربيل.
وعشية إغلاق سفارات أميركية في العالم العربي وإسرائيل وأفغانستان وبنغلادش مؤقتا، عقد اجتماع على أعلى مستوى السبت في البيت الأبيض خصص لبحث التهديدات الإرهابية الصادرة عن القاعدة.
وعقد الاجتماع برئاسة مستشارة الأمن القومي سوزان رايس وبحضور وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ووزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو.
كما شارك فيها مديرو وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ومكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) ووكالة الأمن القومي، فضلا عن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة. وأمر الرئيس باراك أوباما منذ مساء الجمعة باتخاذ “كل التدابير الضرورية لحماية الأميركيين”.
“الإنتربول” يصدر مذكرة تحذيرية
وبعد قليل على صدور التحذير الأميركي أطلقت منظمة الإنتربول تحذيرا أمنيا شاملا، دعت بموجبه كل الدول الأعضاء إلى اتخاذ أقصى درجات الحذر والتعاون لمواجهة تهديدات القاعدة.
وأعلنت هذه المنظمة الدولية التي يقع مقرها في ليون بوسط شرق فرنسا في بيان أنها قررت إطلاق تحذيرها “بعد سلسلة عمليات فرار من السجون في تسعة بلدان أعضاء بينها العراق وليبيا وباكستان”.
وتابع البيان أن الإنتربول التي “تشتبه بتورط القاعدة في عدد كبير من عمليات الفرار التي أدت إلى فرار مئات الإرهابيين والمجرمين، تطلب المساعدة من البلدان الأعضاء الـ 190 لتحديد ما إذا كانت هذه الأحداث الأخيرة منسقة أو مترابطة”. وذكرت هذه المنظمة أن شهر أغسطس/آب شهد العديد “من الهجمات الإرهابية العنيفة” في الهند وروسيا وإندونيسيا.
يبقى أن ثمة تهديدا واضحا على الأقل، مع اعتبار زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في تسجيل صوتي الجمعة أن إزاحة الرئيس الإسلامي المصري محمد مرسي قبل شهر جرت “بمال خليجي وتدبير أميركي” وتواطؤ من الأقباط الذين يريدون حكما علمانيا “لتقسيم مصر” والجيش المصري “المتأمرك الذي ربته أميركا”.
واستهدف اعتداء انتحاري بالسيارة المفخخة السبت قنصلية هندية في شرق أفغانستان قرب الحدود الباكستانية موقعا ما لا يقل عن تسعة قتلى وعشرين جريحا.