سيكون لزامًا على الأئمة الجزائريين الراغبين في العمل بفرنسا الحصول على دبلوم جامعي في العلمانية، يؤكد تشبعهم بقيم الدولة الفرنسية التي تفصل بشكل كامل بين الدين والدولة، وذلك حسب ما أكده وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف.
وصرّح المسؤول الفرنسي أمس الاثنين أن بلاده وقعت هذا الاتفاق مع الجزائر، وأنها بصدد عقد مشاورات مع المغرب وتركيا لتوقيعه، وذلك بعدما وقعت فرنسا قبل أيام اتفاقًا مع المغرب، يقضي بتكوين أئمة يعملون في فرنسا، في معهد لتكوين الأئمة بالعاصمة المغربية الرباط.
وشدّد برناز كازنوف في زيارة لمدينة ليون بالوسط الشرقي لفرنسا على أن نيل الأئمة الجزائريين لهذا الدبلوم الذي يمكن الحصول عليه خلال السنة الأولى من إقامتهم بفرنسا، سيمكّن من اندماجهم الجيد، وسيجعلهم يعرفون المبادئ التي تسير عليها الممارسة الدينية في فرنسا، ممّا يجعل بإمكانهم التجاوب مع مختلف الأسئلة التي ترد عليهم.
وتعدّ الجالية الجزائرية هي الأولى الجاليات الأجنبية بفرنسا، كما أن الإسلام يأتي ثانيًا من حيث الانتشار في فرنسا بعد المسيحية، فضلًا عن وجود ارتباط اجتماعي واقتصادي بين فرنسا وعدد من الدول المسلمة التي استعمرتها سابقًا كالجزائر وتونس والمغرب.
وقد يجد الأئمة الجزائريون بعض الصعوبات في تفهم طبيعة الدولة الفرنسية والعمل وفق مبادئها، لا سيما وأن الجزائر تعتبر الإسلام دينًا رسميًا في دستورها، شأنها في ذلك شأن الكثير من الدول الإسلامية الأخرى، كما أن جلب أئمة من منطقة شمال إفريقيا، أثار جدلًا بين عدد من السياسيين الفرنسيين، الذين اعتبروا أن ذلك قد يهدد طريقة التعامل الفرنسية مع الأديان.