أعلنت فرنسا أن مجلس الأمن الدولي بدأ محادثات غير رسمية لبحث فرض عقوبات على جماعة جبهة النصرة المعارضة في سوريا، وذلك بعد مبايعتها لزعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري.
ويأتي ذلك بعد يوم من مطالبة الحكومة السورية لمجلس الأمن الدولي بإدراج الجماعة المسلحة التي تقاتل لإسقاط حكم الرئيس بشار الأسد على لائحته السوداء للتنظيمات والأفراد والكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وسبق أن أعلنت مجموعة من الكتائب والألوية الإسلامية التابعة للجيش السوري الحر، استهجانها ورفضها لإعلان “جبهة النصرة” مبايعتها لتنظيم القاعدة، ودعت “المجاهدين” إلى التوحد وتغليب “الوسطية والاعتدال”، بحسب ما جاء في بيان نشر على صفحتها على موقع “فيسبوك”.
وقال البيان الموقع من “جبهة تحرير سوريا الإسلامية”: “نحن في سوريا عندما خرجنا وأعلنا جهادنا ضد النظام الطائفي، خرجنا لإعلاء كلمة الله وليس لأن نبايع رجلاً هنا أو رجلاً هناك، ونفتئت على بقية إخواننا المجاهدين وشعبنا أو أن نفرض عليه شيئاً فوق إرادته”.
وتضم الجبهة حوالي 20 لواء وكتيبة ومجموعة إسلامية ممثلة في القيادة العسكرية العليا للجيش الحر، ومن أبرزها لواء التوحيد ولواء الإسلام وألوية صقور الشام وكتائب الفاروق، التي تعتبر من أبرز المجموعات المقاتلة ضد النظام.
وتناول البيان، من دون أن يذكر أسماء، دعوة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إلى إقامة دولة إسلامية في سوريا، ومبايعة جبهة النصرة للظواهري، وإعلان زعيم تنظيم القاعدة العراقي، أبو بكر البغدادي، دمج جبهة النصرة والتنظيم العراقي في تنظيم واحد.
وأعلنت جبهة تحرير سوريا الإسلامية “استغرابها واستهجانها” لما “ورد من إعلان إقامة دولة العراق والشام”، مضيفة “كأن إعلان إنشاء الدول يكون عبر وسائل الإعلام، ومن مجاهيل لا يعرفون، وليس عبر تحرير البلاد من نظام فاجر كافر دمر البلاد والعباد”.
وأضافت “كما نبدي استغرابنا لهذا النهج الحزبي الضيق لأناس بعيدين عن ساحات جهادنا، ولا يدركون واقعنا ومصالح ثورتنا المباركة، فيقيمون علينا دولة ونظاماً من دون استشارتنا، وأميراً لم نؤمّره ولا نعرفه ولم نسمع عنه إلا في وسائل الإعلام”.
وجاء في النص “لن يخدم شعبنا وأمتنا مبايعة من لا يعرفون شيئاً عن واقعنا، بينما لا تزال معظم مدننا محتلة وعصابة الإجرام قائمة تعيث في طول البلاد وعرضها فساداً ودماء شعبنا تنزف”.
ورأت الجبهة فيما شهدته الأيام الأخيرة حول هذا الموضوع “ما يكفي لبث النزاع والشقاق في صفوف المجاهدين في وقت عصيب ومحاولة لدمج الصراعات في المنطقة بما يخدم ما يريد المجرم بشار الأسد من محاولات إشعال المنطقة”.