احتج الفلسطينيون رسمياً الجمعة على لقاء مثير للجدل، عقد بين وزير الخارجية الكندي جون بيرد وعضو في الحكومة الاسرائيلية بالقدس الشرقية المحتلة منذ العام 1967، واعتبروا اللقاء “خرقاً للقانون الدولي”.
فقد بعث عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات رسالة خطية لوزير الخارجية الكندي، أعرب فيها عن القلق البالغ والعميق من لقائه مسؤولين إسرائيليين في القدس الشرقية المحتلة.
ويشكل ما قام به وزير الخارجية الكندي، المؤيد لإسرائيل، خروجاً عن السياسة التي يتبعها معظم نظرائه الغربيين من خلال لقائه هذا الأسبوع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني في مكتبها في القدس الشرقية.
وأضاف “يجب الإشارة إلى أن مثل هذا الاعتراف الدبلوماسي بالوضع الذي خلقته محاولة ضم عاصمتنا هو انتهاك فاضح للقانون الدولي”.
واعتبر عريقات، في بيان له، هذا اللقاء “خرقاً فاضحاً للقانون الدولي، ولالتزامات كندا بميثاق جنيف الرابع لعام 1949″، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
وأوضح عريقات أن ما قام به بيرد “يعتبر أيضاً خرقا لقرارات وتوصيات مجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ذات العلاقة، وأن مثل هذه الاجتماعات قد تبدو وكأنها محاولة لإضفاء شرعية على قرارات الحكومة الإسرائيلية الباطلة واللاغية قانوناً تجاه ضم القدس الشرقية المحتلة”.
ودعا عريقات كندا وجميع دول العالم إلى احترام القانون الدولي والمواثيق الدولية وقرارات مجلس الأمن “التي تعتبر ضم إسرائيل القدس الشرقية المحتلة عملاً باطلاً ولاغياً، لا يحق ولا ينشأ التزام”.
ورأى أن هذا الأمر “ينسف أيضاً بشكل كبير الجهود الأميركية الحالية” الهادفة لاستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية-الفلسطينية المجمدة منذ نحو 3 سنوات.
وتابع عريقات “إن لقاءكم الأخير مع مسؤولين إسرائيليين في القدس الشرقية يفسر على أنه محاولة إضفاء شرعية على وضع غير شرعي على الأرض، ويمكن أن يؤدي إلى مساعدة وتشجيع السياسة الإسرائيلية غير المشروعة”، متهماً كندا “بالتواطؤ مع الخروقات الإسرائيلية للقوانين الدولية المتعلقة بالحرب”.
كندا وإسرائيل.. تحالف وثيق
في إسرائيل، اعتبرت الصحافة الإسرائيلية أن هذا الأمر يشكل “سابقة”، خصوصاً وأن المجتمع الدولي لا يعترف باحتلال وضم القدس الشرقية ولا يزال يعتبرها أرضاً محتلة، كما أن الفلسطينيين يريدون إعلانها عاصمة لدولتهم المنشودة.
وخلال زيارته منذ حوالي أسبوع، التي التقى خلالها قادة إسرائيليين وممثلين عن أوساط الأعمال، أكد بيرد التحالف “الوثيق والخاص” بين كندا وإسرائيل.
وقد رحب الناطق باسم الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور بزيارة بيرد إلى القدس الشرقية.
يذكر أن كندا تدعم إسرائيل بقوة، خصوصاً في الملف النووي الإيراني وكانت من الدول القليلة التي عارضت منح فلسطين وضع دولة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة أواخر عام 2012.
شعث: إهانة لا سابق لها
وفي مقالة نشرتها صحيفة “ذي غلوب آند مايل” الكندية الناطقة بالإنجليزية ومقرها تورونتو، وصف مفوض العلاقات الخارجية في حركة فتح نبيل شعث زيارة جون بيرد إلى القدس الشرقية بأنها “صفعة في وجه الشعب الفلسطيني”.
وقال إنها “إهانة لا سابق لها، وقد أصبحت كندا شبه وحيدة في معارضتها الحقوق الأساسية الثابتة للفلسطينيين، وفي دعمها الانتهاكات الإسرائيلية للقوانين الإنسانية الدولية وتلك المتعلقة بحقوق الإنسان”.
وأضاف شعث “للأسف، ليس ذلك سوى الفصل الأخير من سلسلة استفزازات” قام بها بيرد، معتبراً أن كندا أصبحت “عقبة بدلاً من شريك من أجل السلام”، ودعا كندا إلى استعادة “دورها التاريخي في سبيل احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان”.
كندا تبرر
وكانت وزارة الخارجية الكندية أعلنت في بيان أن “الوزير بيرد أراد معرفة وجهة نظر الوزيرة ليفني بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، نظراً لمسؤولياتها الجديدة وأدوارها الهامة في الحكومة الجديدة”.
وأضاف البيان “كضيوف، يسعدنا لقاء مضيفينا في الأماكن التي تناسبهم”، مؤكداً أن “هذا لا يغير موقفنا منذ فترة طويلة بأن كافة قضايا الحل النهائي يجب التفاوض عليها بين الطرفين”.