بعد الفيديو الأول الذي سرب ليل الأحد الاثنين لوزير الخارجية اللبنانية #جبران_باسيل (رئيس التيار الوطني الحر، الذي أسسه رئيس الجمهورية الحالي ميشال عون)، يصف فيه رئيس مجلس النواب اللبناني (ورئيس حركة أمل) بالـ “بلطجي” ، تسرب بعد ساعات لاحقة يوم الاثنين فيديو آخر لباسيل يتحدث فيه عن عرقلة بري وكتلته النيابية العديد من مشاريع القوانين، التي تقدم بها نواب “التيار”، ومنها مشروع استيراد سيارات تعمل على الغاز.
وقال باسيل حرفياً في الفيديو المسرب من لقاء انتخابي في إحدى القرى في #البترون، شمال لبنان حيث سيترشح الوزير: “كنت أحكي عن سيارات على الغاز فيردون إنها ستنفجر، هيدا راسن الذي سينفجر لأنهم بلا فهم!”
وتابع ملمحاً إلى رئيس البرلمان: “يعتقدون أنهم سيضعون يدهم على السلطة التنفيذية كما فعلوا بالسلطة التشريعية، سأقول لكم ما الحل، الحل هو بتكسير رأسهم”.
في المقابل، لم ينتظر الشارع الموالي لبري في لبنان أي توضيحات، بل “هب” إلى النزول إلى الشارع ليل الاثنين، والتجمع أمام بعض مراكز التيار الوطني الحر في بيروت والمتن (#ميرنا_الشالوحي) حيث عمد بعض الشبان إلى إشعال الإطارات، ورشق الحجارة، مرددين عبارات مؤيدة لبري ومسيئة لباسيل، في حين سمع إطلاق رصاص، قيل إنه تم من قبل عناصر حماية تابعين للتيار في مركز ميرنا الشالوحي.
بين الاعتذار وعدمه.. حبس أنفاس
إلى ذلك، تفاقمت الأمور في الساعات المنصرمة، وانتشرت تصريحات من قبل أوساط بري مطالبة الوزير بالاعتذار والتراجع عن “الإساءة”، في حين لم يخرج عن باسيل أي تصريح علني، إنما أعلن العميد المتقاعد شامل روكز، مرشح التيار المحتمل في كسروان وصهر الرئيس عون، أنه مهما حصل بين حركة أمل والتيار فإن الاختلاف لا يفسد في الود قضية.
وقال في تغريدة على تويتر مساء الاثنين: “إن لم نستطع أن نتحالف فعلينا أن نتعاون، وإن لم نستطع أن نتعاون فعلينا أن نتبادل الاحترام.” فنكنّ كل الاحترام والتقدير لشريكنا في الوطن دولة رئيس مجلس النواب نبيه بري”
في حين أتت لهجة بيان حركة أمل أكثر تصعيداً، إذ أشارت إلى أن كلام باسيل: “دعوة مفتوحة لفتنة ستأخذ بطريقها كل ما أنجز على مستوى البلد وتذكرنا بحروب التحرير والإلغاء”.
إلى ذلك، أفادت مصار قريبة من بري إلى وسائل اعلام محلية الثلاثاء إلى أن كلام باسيل لن يمر مرور الكرام، وأن حركة أمل لن تقبل بأقل من اعتذار، حتى إن البعض ذهب إلى التلويح بتطيير الحكومة والعهد على السواء!
في المقابل، أشارت أوساط التيار لصحف محلية الثلاثاء أن الاعتذار مرفوض، علماً أن رئيس الحكومة سعد الحريري أعلن بعد لقائه الاثنين رئيس الجمهورية ميشال عون أن باسيل اعتذر.
وقال عقب لقائه عون، في قصر بعبدا: “لقد قابلت الرئيس عون ونأمل أن تتجه الأمور إلى التهدئة والإيجابية، فالبلد ليس بحاجة لا إلى تصعيد ولا إلى تأزيم. لقد سمعنا الكثير، وحصل هناك اعتذار من قبل الوزير جبران باسيل. فلندع الأمور عند هذا الحد، ومع الوقت نأمل أن تحصل التهدئة. وأنا سأكمل جهودي في هذا الموضوع”
وبين الاعتذار ورفضه، تبقى الساحة اللبنانية حابسة أنفاسها بانتظار الحل، على الرغم من التحركات التي بدأها الحريري، بغية تخفيف الاحتقان.