قتلوا “الجهادي جون” المعروف عربياً باسم “ذبّاح داعش” الأشهر، من موقع بعيد في الغرب الأميركي 12 ألف كيلومتر عن حيث كان في الشمال السوري ليل الخميس، فنالوا منه بعد مطاردة استمرت أكثر من عام، وأثناءه تخصص محمد أموازي بذبح مشاهير الغربيين من رهائن التنظيم المتطرف، وبث لقطات عن رؤوسهم المقطوعة في شرائط دموية الطراز.
من غرفة في مركز يتحكم عن بعد بطائرات من دون طيار في قاعدة Creech الجوية بولاية نيفادا، أعطوا بالضغط على الأزرار أوامر انطلقت بشيفراتها قذائف صاروخية من طائرة MQ-9 Reaper كانت تحلق من دون طيار بصمت فوق مدينة الرقة، وترافقها طائرة بريطانية من الطراز نفسه، وبثوانٍ معدودات تحول المولود منذ 27 سنة في الكويت إلى جثة شبه متفحمة قبل 9 دقائق من منتصف الليل.
وحين خرج استهدفوه
وجاء تحديد وقت مقتله من موقع “الرقة تذبح بصمت” المتربص إعلامياً من داخل المحافظة بفضح ممارسات “داعش” وفظائعه فيها، إلى جانب نشره لصورة اطلعت عليها “العربية.نت” في حسابيه بموقعي “تويتر” ونظيره “فيسبوك” التواصليين، تبين المكان الذي قتلته فيه “الدرون” الأميركية قرب “مبنى المحكمة الإسلامية” بالمدينة، قائلاً إن طائرة استهدفت سيارة ذخيرة كان بداخلها.
إلا أن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” زاد جديداً من المعلومات، بقوله في موقعه إن “جثة جهادي بريطاني كبير ترقد في المستشفى”، مضيفاً أنه “قتل وثلاثة متشددين آخرين” حين أصابت ضربة جوية أميركية سيارة كانت تقلهم، من دون أن يذكر أن القتيل هو أموازي الذي يبدو في الفيديو نقلاً عن محطة Channel 4 البريطانية، زمن دراسته الثانوية في لندن.
لكن مسؤولاً بوزارة الدفاع الأميركية، ذكر أن شخصين فقط كانا في السيارة، أحدهما سائقها. أما الثاني “فالمؤكد بنسبة 99% أنه الجهادي جون” بحسب موقع صحيفة “التلغراف” البريطانية، مما ذكره المسؤول الذي أضاف أن البنتاغون بقي أياماً يراقب أموازي” الذي كان يزور عائلة في الرقة”، وعندما تأكدوا منه ومن وجوده في المنطقة استهدفوه.
الابن السري للذباح “الداعشي” الشهير في الرقة
ولم تكن العائلة التي كان يزورها، بحسب “التلغراف” أيضاً، سوى طفل سري لأموازي في الرقة، ويحق له الحصول على الجنسية البريطانية، باعتبار أن “الجهادي جون” حاصل عليها لإقامته منذ 1993 في لندن التي هاجر إليها مع عائلته حين كان عمره 6 سنوات “لكن هوية والدة الطفل غير معروفة” على حد ما ذكرت الصحيفة عن مصادر أمنية بريطانية.
كما صرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن الضربة الأميركية “كانت جهداً مشتركاً بين بريطانيا والولايات المتحدة، وعملاً من أعمال الدفاع عن النفس”، لكنه لم يؤكد أمس الجمعة مقتله، بل قال: “إذا كانت الضربة ناجحة، وما زلنا بانتظار تأكيد هذا الأمر، فإنها ستكون ضربة في قلب داعش” من دون أن يتطرق لما نشرته صحيفة “التلغراف” البريطانية، عن حذر أجهزة الأمن من ضربات انتقامية رداً على قتل أموازي، المفروضة حول بيت عائلته في لندن حماية تمت مضاعفتها منذ أمس.
ومن تركيا بثت الوكالات عن “مسؤولين كبيرين” الجمعة، أن السلطات اعتقلت في اسطنبول مشتبهاً، قالا إنه زميل لأموازي، ويعتقدان أنه إيان ليزلي ديفيز، وهو واحد من مجموعة بريطانيين متطرفين، يعتقدون بأنها كلفت بحراسة سجناء أجانب في سوريا. ورفض المسؤولان ذكر مزيد من التفاصيل، سوى أن تحقيقات لا تزال جارية بشأنه، وتجريها الشرطة والمخابرات.