قدم الثلاثاء، بالمقر المركزي للهيئة المستقلة للانتخابات، الباجي قائد السبسي (87 عاما)، رئيس حركة نداء تونس، ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم الأحد 23 نوفمبر المقبل.
ويعد السبسي، الذي تولى مهام رئاسة الحكومة بعد ثورة 14 يناير 2011، وأشرف على انتخابات المجلس التأسيسي التي أفضت إلى حكم حركة “النهضة” الإسلامية، من أبرز الشخصيات المرشحة للفوز برئاسة تونس، وهو ما أكدته أغلب عمليات سبر الآراء التي أجريت خلال الأشهر الأخيرة.
وكان ترشح السبسي للرئاسية قد أحدث جدلا واسعا داخل المشهد السياسي التونسي، وفي هذا السياق عبرت شخصيات سياسية “مقربة” من الرجل عن عدم رغبتها في ترشه للرئاسة، بالنظر إلى تقدمه في السن والمشاكل الصحية التي تعيقه عن القيام بمهامه.
وهو ما فندته إطارات وقيادات حركة “نداء تونس”، التي أشارت إلى أن السبسي له من القدرة الذهنية والبدنية وكذلك الصحية ما تجعله قادرا على تحمل أعباء الرئاسة.
وأثناء تقديمه ملف ترشحه، قال الباجي قائد السبسي (87 عاما)، إن ترشحه “واجب وطني” قام به “من أجل تونس وشعبها وشبابها، خاصة المرأة”. وأضاف: “أتمنى أن أكون عند حسن الظن، وعاشت تونس حرة مستقلة أبد الدهر”.
من هو الباجي قائد السبسي؟
الباجي قائد السبسي، هو محام وسياسي تولى عدة مسؤوليات هامة في الدولة التونسية بين 1963 و1991. نشأ في كنف عائلة قريبة من البايات الحسينيين، ودرس في كلية الحقوق في باريس التي تخرج منها عام 1950 ليمتهن المحاماة ابتداء من 1952.
سياسيا، ناضل الباجي قائد السبسي في الحزب الحر الدستوري الجديد منذ شبابه، وبعد الاستقلال عمل كمستشار للزعيم الحبيب بورقيبة، ثم كمدير إدارة جهوية في وزارة الداخلية، وعام 1963 عين على رأس إدارة الأمن الوطني بعد إقالة وزير الداخلية على خلفية المحاولة الانقلابية التي كشف عنها في ديسمبر 1962.
عام 1965 عين وزيرا للداخلية، وتولى وزارة الدفاع في 7 نوفمبر 1969، وبقي في منصبه إلى غاية 12 يوليو 1970 ليعين سفيرا لدى باريس. وجمد نشاطه في الحزب الاشتراكي الدستوري عام 1971 على خلفية تأييده إصلاح النظام السياسي، وعام 1974 تم رفضه من الحزب لينضم إلى المجموعة التي ستشكل عام 1978 حركة الديمقراطيين الاشتراكيين بزعامة أحمد المستيري، وقد تولى في تلك الفترة إدارة مجلة ديمكراسي المعارضة.
رجع إلى الحكومة في 3 ديسمبر 1980 كوزير معتمد لدى الوزير الأول محمد مزالي الذي سعى إلى الانفتاح السياسي، وفي 15 أبريل 1981 عين وزيرا للخارجية، وبعد حركة 7 نوفمبر 1987، انتخب في مجلس النواب عام 1989 وتولى رئاسة المجلس بين 1990 و1991.
في 27 فبراير 2011 بعد ثورة 14 يناير 2011 عينه الرئيس المؤقت فؤاد المبزع رئيسا للحكومة المؤقتة، واصل مهامه كوزير أول إلى حين تولى حكومة السيد حمادي الجبالي في 22 يناير 2011 بعد انتخابات تأسيسية ديمقراطية ونزيهة جرت يوم 23 أكتوبر 2011 فازت فيها حركة النهضة الإسلامية.