من بيروت وسيدني في أستراليا، حصلت “العربية.نت” صباح اليوم الخميس على معلومات قد تلبي الفضول عن جندي لبناني أطلق الرصاص الأحد الماضي فأصاب رقيباً بالبحرية الإسرائيلية وأرداه، في حادثة كادت تشتعل بسببها جبهة الجنوب اللبناني وتمتد إلى ما هو أبعد، ولا زالت غامضة الذيول والملابسات.
الجندي الذي تحدثت “العربية.نت” بشأنه إلى أقارب له في بيروت وأستراليا، هو حسن عادل ابراهيم، البالغ عمره 27 سنة، وهو من بلدة “حلبا” مركز محافظة عكار في الشمال اللبناني، وجندي بالجيش منذ 10 سنوات تقريبا، طبقا لما روت ابنة خالته حنيفة الحسن، حين اتصلت بها “العربية.نت” اليوم.
قالت حنيفة عبر الهاتف من سيدني إن عادل الذي تزوج في 2010 ورزق من زوجته 3 أولاد، أحدثهم سماه غالب وأبصر النور قبل 5 أيام فقط من قتله الرقيب الإسرائيلي “محتجز لدى وزارة الدفاع اللبنانية منذ الحادث، وإلى اليوم لم يعد الى زوجته وابنتيه وابنه الصغير، وأهله يستغربون كيف يتم احتجازه بدلا من منحه وساما وطنيا” على حد تعبيرها.
وذكرت أن الجندي حسن ابراهيم، الذي قامت “العربية.نت” بتحميل بعض صوره من صفحات لأقاربه في “فيسبوك” التواصلي، هو من عائلة ميسورة وله شقيقين و3 أخوات، إضافة إلى إخوة غير أشقاء من والده المالك لمزارع وعقارات وخيول في الشمال اللبناني.
تبادل لإطلاق الرصاص دام ساعتين
أما شقيقته عائشة في بيروت، فتحدثت “العربية.نت” إلى زوجها أحمد الحلبي، فتحفظ وأخبر أن شقيق زوجته “متواجد في وزارة الدفاع ربما لإعداد تقرير مفصل عما حدث، وهو يتصل بنا عبر الهاتف أحيانا، وسأزوره اليوم الخميس، وبعدها سنعرف وضعه تماما” ورفض اعتباره معتقلا في سجن بالوزارة، والشيء نفسه قاله ابراهيم، وهو شقيق الجندي حسن ويعمل بحقل الميكانيك، وزاد قائلا: “أعتقد أنه في بيت أهله بوزارة الدفاع، وتواجده هناك قد يكون لمصلحته” على حد تعبيره.
ولم تتمكن “العربية.نت” من التأكد من رواية نشرها موقع “بيروت أوبزرفر” بأن حسن عادل إبراهيم “موقوف لدى سجن وزارة الدفاع على ذمة التحقيق” وأن بعض الأصوات “تسارعت لتجعل منه بطلا قوميا” مضيفا أن الحلبي، وهو من الطائفة السنية “ليست لديه انتماءات حزبية، لا سنية ولا شيعية، وهو يلتزم فقط بتعليمات المؤسسة العسكرية التي ينتمي إليها.
لم ينسحب وبقي وحيداً
كما لم يذكر الموقع نوع المصادر التي استند إليها، وعلم منها أن تبادل إطلاق النار بين دورية الجيش الإسرائيلي وعناصر الجيش اللبناني دام ساعتين “انسحب بعدها عناصر الجيش اللبناني، ما عدا الجندي حسن الحلبي الذي لم يتمكن من الانسحاب، فبقي وحيداً، واضطر إلى الاختباء فوق شجرة (..) حتى انكفاء الجيش الإسرائيلي وهدوء المنطقة، ثم عاد إلى نقطة تمركز الجيش اللبناني” وفقا للوارد في الخبر.
وحدث كل شيء بعد أن اخترق الرقيب الإسرائيلي شلومي كوهين الخط الأزرق قرب “نقطة الناقورة” في الجانب اللبناني من الحدود “حيث تواجد في المنطقة بسيارة مدنية لسبب غير معلوم” فتلقى رصاصا أرداه من الجندي حسن. إلا أن الجيش الإسرائيلي نفى الرواية اللبنانية، فيما قالت قوات “اليونيفيل” إن المعلومات الأولية لديها تفيد بوقوع الحادث على الجانب الإسرائيلي من الخط الأزرق، فتضاربت المعلومات وسط رواية مقابلة أخرى، وضاعت الحقائق.