عادت وكالة أنباء النظام السوري الرسمية “سانا” إلى “عادتها القديمة” والمتمثلة بحجب الحقائق حتى عن جمهورها الموالي. وذلك باتباع سياسة تحريرية تقوم على ذكر الخبر، إنما بتحريف معطياته. وآخر خبر في هذا الشأن، هو خبر تفجير حافلة تقل مقاتلات قنّاصات تابعات للحرس الجمهوري، حيث أوردت “سانا” الخبر على أنه قذيفة أصابت حافلة تقل مدنيين.
ويشار في هذا السياق إلى أن الصفحات الموالية، كانت سبقت وكالة أنباء النظام، فذكرت الخبر بمعطياته الحقيقية، وقالت إنه قد تم استهداف الحافلة التي تقل “مقاتلات الحرس الجمهوري خلال عودتهم (عودتهن) من المهمة في داريا في ريف دمشق”. وتناقلت كل هذه الصفحة عدد الفتيات اللواتي تأكد مقتلهن، بل ذهبت بعض الصفحات إلى تسمية إحداهن وهي فرح سليمان، وتقدمت تلك الصفحات بالتعازي لأهل تلك الفتاة القناصة التي قتلت في تفجير الحافلة.
وذكرت بعض صفحات المعارضة السورية، كموقع زمان الوصل، بأن “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” قد تبنى العملية وذلك من خلال “تفجير حافلة مبيت تقل مقاتلات قنّاصات من الحرس الجمهوري في جيش النظام”. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فقد اكتفى بوصف الفتيات بأنهن “عناصر إناث من قوات النظام” وأن التفجير تم بعبوة ناسفة.
أما تلفزيون روسيا اليوم، فقد أطلق اسم “مجموعة من مقاتلات كتيبة المغاوير النسائية العاملات في داريا” على الفتيات اللواتي أصبن في تفجير الحافلة. ونقل التلفزيون السالف عن مصادر رسمية في النظام السوري بأن قذيفة استهدفت الحافلة.
الأسد يستغل فقر الفتيات فيجنّدهن في صفوفه
وتنقل الأنباء أن تجنيد الفتيات للقتال إلى جانب نظام الأسد، يتم من خلال التطوع المباشر أو عبر التعاقد. وتكون مهمة الفتيات اللواتي يتم تدريبهن لفترة قصيرة قبل إنزالهن الى ساحة القتال، محصورة أغلب الأحيان، بالقنص، تفاديا لوضع الفتيات في كتائب مقاتلة تتطلب المبيت داخل القطعة العسكرية.
وإلى جانب اختصاص القنص، يتم تدريبهن على الأسلحة التي تستهدف الآليات الثقيلة، كالقذائف المضادة للدروع. كونها شبيهة بالقنص ولا تتطلب المبيت داخل القطعات. وينحصر عملهن بمحاولة قتل أفراد المعارضة السورية، في أي مكان يستطعن به القيام بذلك. إلا أن عددا كبيرا منهن لقين حتفهن بعد تدريبهن على القتل ويصبحن هدفاً له كما حصل في تفجير حافلتهن أمس في دمشق.
وأغلب الفتيات اللواتي يعملن إلى جانب نظام الأسد، هنّ من قاطنات المناطق التي تسكنها أغلبية قادمة من الساحل السوري، في الأصل. كحي تشرين في ضواحي دمشق أو حي ضاحية الأسد في حرستا أو حي السومرية، وحي مزة 86 في دمشق، وهو يعتبر من الأحياء العشوائية التي تم البناء فيها بدون ترخيص، وضمّت في جنباتها جنوداً وضباطاً من المنطقة الساحلية، استطاعوا بسبب تسهيلات خاصة من نظام الأسد، بناء البيوت والعمارات المخالفة غير المرخصة، فسمح النظام لهم بذلك وأوصل إليهم الكهرباء والماء وباقي المرافق. وأصبح حي مزة 86 حياً تجاريا لجنود النظام هناك، عبر تأجير الشقق وعبر الاتجار بالعقارات المخالفة أصلاً.
علماً أنها ليست المرة الأولى التي يتبنى فيها “الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام” استهداف حافلات تقل قناصات تابعات لنظام الأسد. فقط سبق وأعلن مسؤوليته عن تفجير حافلة في منطقة “السومرية” وكانت تقل مجندات مقاتلات قناصات يعملن ضمن كتائب الأسد في الجيش.
يذكر أن كثيرا من الفتيات القناصات من أصول ريفية فقيرة من محافظات الساحل السوري، كمحافظة طرطوس ومحافظة اللاذقية. وقد استغل النظام فقرهن وفقر عائلاتهن، لإرغامهن على القتال في صفوفه بصفة “قناصات” يعملن على قتل أفراد من المعارضة السورية في الجبهات.
وآخر تلك القناصات اللواتي عرف اسمهن هي فرح سليمان التي أعلنت صفحات موالية مقتلها في تفجير “باص القناصات” وهي من منطقة جبلة التابعة لمحافظة اللاذقية.