(رويترز) – قال مقاتلون موالون للرئيس اليمني المستقيل عبد ربه منصور هادي إنهم سيطروا على مبان حكومية في مدينة عدن بجنوب البلاد يوم الاثنين بعد قتال استمر خمس ساعات في تصعيد لصراع أهلي ينذر بتقسيم البلاد إلى نصفين.
وقالت مصادر إن المقاتلين الذين يؤيدون هادي انتزعوا السيطرة على عدة مبان بالمدينة من قوات الأمن المتحالفة مع جماعة الحوثي من بينها محطة الكهرباء الرئيسية ومقر المخابرات.
ويسيطر الحوثيون الشيعة على شمال اليمن واستكملوا الاستيلاء على السلطة في العاصمة صنعاء في الشهر الماضي فيما أصبح الجنوب فيما يبدو تحت سيطرة مقاتلين جنوبيين موالين لهادي وانفصاليين يسعون لاعادة ما كان يعرف في السابق باليمن الجنوبي.
وقال جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن على حسابه بموقع تويتر يوم الاثنين إنه زار هادي الذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية.
وأضاف بن عمر أنه أطلع هادي على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي دعا يوم الأحد إلى إنهاء احتجازه.
وقال بن عمر على حسابه على فيسبوك “قمت اليوم الاثنين بزيارة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته المحاصر بمجموعات مسلحة تابعة لأنصار الله. وجددت في بداية اللقاء التعبير عن رفضي المطلق للإقامة الجبرية المفروضة عليه كما أطلعته على القرار الذي تبناه مجلس الأمن فجر اليوم والذي يدعو… إلى الرفع الفوري واللامشروط للإقامة الجبرية المفروضة عليه وعلى رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة.”
ودعا مجلس الأمن يوم الأحد الحوثيين إلى الانسحاب من المؤسسات الحكومية وهدد باتخاذ خطوات إذا لم يتوقف العنف.
وقالت وزيرة الاعلام اليمنية نادية السقاف على تويتر إنها زارت هي أيضا هادي يوم الاثنين مضيفة “زرت الرئيس هادي مع الوزيرين أروى عثمان وعلوي بافقيه. كان وضعه الصحي حرج بسبب مرض في القلب. يجب أن يسافر للعلاج فورا.”
وأجبر الحوثيون هادي على الاستقالة بعد سيطرتهم على السلطة لكنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد لأن البرلمان لم يصدق بعد على استقالته. وحاول الحوثيون حل المجلس منذ اسبوعين لكن أكبر تكتل وهو حزب المؤتمر الشعبي العام اعترض.
وأعلن حزب المؤتمر الشعبي العام يوم الاثنين انه سحب اعتراضه مما زاد من فرص التوصل إلى توافق في الآراء في محادثات يشارك فيها عدد من الاحزاب في صنعاء لتشكيل حكومة وطنية جديدة.
وفي الوقت الذي سارت فيه مفاوضات صنعاء ببطء تصاعد العنف نتيجة الفراغ السياسي الذي حدث في يناير كانون الثاني حين سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي مما أجبر حكومة رئيس الوزراء خالد بحاح على الاستقالة أيضا.
وشارك عشرات الآلاف من اليمنيين في مظاهرات في عدد من المدن يوم السبت الماضي احتجاجا على حكم الحوثيين في الوقت الذي خلفت فيه اشتباكات بين الحوثيين والسنة في منطقة جنوبية 26 قتيلا.
* “الوضع تحت السيطرة”
وخلال خمس ساعات من المعارك الليلية قالت مصادر في لجان عدن الشعبية التي يديرها ناصر منصور شقيق هادي إنهم سيطروا على مبنى تلفزيون عدن ومحطة الكهرباء الرئيسية في المدينة ومقر المخابرات ومكاتب المنطقة الحرة بعد اشتباكات مع قوات يقودها لواء يعتبر متحالفا مع الحوثيين.
وأكدت اللجان الشعبية في بيان انها سيطرت على عدد من المباني الحكومية التي كانت من قبل تحت حراسة قوات الأمن.
وأكد محافظ عدن عبد العزيز بن حبتور في تصريحات نقلها موقع 26 سبتمبر الاخباري التابع لوزارة الدفاع اليمنية وقوع الاشتباكات لكنه نفى سيطرة الموالين لهادي على مبنى التلفزيون في عدن.
ونقل الموقع عن محافظ عدن الذي تجعله ميوله السياسية أقرب لهادي من الحوثيين قوله “الوضع في عدن تحت السيطرة ويجري حاليا معالجة ما حدث.”
وفي الآونة الأخيرة أغلقت عدة دول منها الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى والسعودية سفاراتها في صنعاء بسبب الاضطرابات وانضمت تركيا اليها اليوم الاثنين وسحبت دبلوماسييها.
ولاتزال الاحزاب تجري محادثات للاتفاق على تشكيل مجلس رئاسي وحكومة جديدة.
كل هذا الذي يحدث لأمة العرب حدث بعد أن ثارت من أجل الحرية..! و كأن رؤسائهم يريدون أن يقولوا لهم: أنتم مش “وش” حرية ..و لم تفصل لكم…لستم من ثوبها و لا هي من ثوبكم و لا من مقامكم!
الرؤساء العرب يقولون للشعوب كما قال محشش الطرب العربي أبو وديع:
ارضى بالنصيب ترتاح بالحبيب..
أنا قدرك و نصيبك و نصيبك حيصيبك..
ما تميل يا حبيبي يا شعبي…و ما تزعلشي رئيسك 🙂