تصدت مضادات أرضية تابعة لقوات البشمركة الكردية لمروحيات تابعة للجيش العراقي حاولت قصف ساحة اعتصام في كركوك الأربعاء، في حين قتل 12 شخصا في اشتباكات بين عشائر عراقية وقوات الجيش في مناطق متفرقة على خلفية اقتحام قوات الأمن لساحة اعتصام مناهض لرئيس الوزراء في الحويجة.
وقال مراسلنا إن مروحيات الجيش أطلقت النار بشكل متقطع في البداية على ساحة اعتصام في كركوك، قبل أن تتصدى لها مضادات أرضية لقوات البشمركة الكردية التابعة لإقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي.
وأوضح المراسل أن وحدات البشمركة احتشدت في المنطقة لمنع أي خرق من جانب الجيش العراقي لاتفاق سابق بتحديد مناطق التواجد في محافظة كركوك المتنازع عليها بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان.
من جهة أخرى، انسحبت وحدات من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب من ناحية سليمان بيك جنوب كركوك والمناطق المحيطة بعد مواجهات مع مسلحي العشائر.
وقتل 12 شخصا في اشتباكات وهجمات الأربعاء مرتبطة بأحداث الحويجة التي قتل وأصيب فيها العشرات الثلاثاء خلال اقتحام قوات الأمن لساحة اعتصام الحويجة.
وأدت هجمات انتقامية إلى مقتل خمسة جنود في اشتباكات مع مسلحين في سليمان بيك، وأربعة من الصحوة قرب بعقوبة، وثلاثة مسلحين في الموصل.
وقال أحد الناجين من عملية اقتحام اعتصام الحويجة لسكاي نيوز عربية إن قوات الجيش نفذت إعدامات ميدانية بحق متظاهرين عزل.
وأضاف أنه رأى مدرعة تدهس طفلا بعد مقتله بنيران الجيش.
وفي الأنبار، طالب مجلس المحافظة، القائد العام للقوات المسلحة بـ “سحب الجيش فورا” من مناطق الاصطدام في الحويجة و”الإسراع” بالاستجابة لمطالب المعتصمين، وشدد على ضرورة أن تلتزم قيادة عمليات الأنبار “الحياد” وعدم التدخل بالشأن السياسي.
وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار جاسم الحلبوسي خلال مؤتمر صحفي إننا “نستنكر الأحداث التي جرت اليوم في الحويجة ونطالب القائد العام للقوات المسلحة بسحب الجيش فورا عن مناطق الاصطدام وإخلاء الشرطة والإسراع بالاستجابة لمطالب المتظاهرين والمعتصمين”.
تشييع قتلى الحويجة
وشيع أهالي قتلى المواجهات مع الجيش في الحويجة الأربعاء قتلاهم بعد تسلم جثثهم من الجيش العراقي، لكنهم رفضوا إقامة مجالس عزاء في إشارة إلى اعتزامهم أخذ الثأر لمقتل زويهم، بحسب مراسلنا.
وكانت منظمات مدنية عراقية أعلنت تسلمها لجثث 56 متظاهرا قتلو في ساحة الاعتصام في كركوك، وأشارت المنظمات إلى أن الجيش العراقي قام بنقل أضعاف هذا العدد من قتلى المواجهات إلى أماكن مجهولة في مستوعبات مبردة، وأن قوات الأمن قامت باعتقال عدد من جرحى المواجهات وفق المادة الرابعة من قنون مكافحة الإرهاب العراقي.
وذكرت المنظمة العراقية لحقوق الإنسان تلقيها كتابا من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة يعلن فيه تشكيل لجنة دولية للتحقيق في أحداث الحويجة وأكدت المفوضية أنها ردت على ذلك بطلب تشكيل لجنة تبحث في كافة ملفات انتهاك حقوق الإنسان في العراق وعدم اقتصار عمل اللجنة على مجزرة الحويجة.
إطلاق محتجزين من الجيش
وأطلق المتظاهرون سراح جنديين من الجيش بعد احتجازهما قرب مدينة الرمادي.
وقال عضو لجنة تنظيم الاعتصامات في الرمادي عبد الرزاق الشمري “سلمنا الجنديين إلى المستشفى لأن أحدهما وهو من أهالي الأنبار مصاب بجروح والثاني من أهالي محافظة الناصرية (جنوب بغداد) مصاب بصدمة نفسية”.
وأكد الطبيب أحمد العاني في مستشفى الرمادي “تسلم الجنديين”، موضحا أن “الجندي الجريح يخضع للعلاج في المستشفى فيما غادر الجندي الثاني إلى محافظته”.
وكان العراق شهد الثلاثاء، موجة من العنف بين عناصر من الجيش ومتظاهرين مناهضين لرئيس الوزراء ومسلحين، قتل فيها العشرات، بينهم 13 عسكريا، وإصابة ما يزيد عن 70 آخرين، وتسببت باستقالة وزيرين من الحكومة.