وكالات- قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الخميس، إنه من الضروري أن يعمل المفاوضون الفلسطينيون والإسرائيليون على التوصل إلى اتفاق بخصوص الوضع النهائي. وقال كيري في مؤتمر صحافي بعمّان مع نظيره الأردني ناصر جودة إن “تقدماً ملموساً” تحقق فيما يتعلق ببعض النقاط المهمة خلال المحادثات، بعد تأكيده معارضة واشنطن للاستيطان الإسرائيلي.
وقال كيري: “أحرزنا تقدماً هاماً في محادثاتنا مع الفلسطينيين والإسرائيليين حول عدد من القضايا ضمن مجموعة الأمور التي تقلقنا”.
وأضاف أنه “من المهم بالنسبة لنا أن يكون هناك امكانية للتقدم بحذر وبهدوء”، موضحاً أن “ما حدث في اليوم الأخير فتح الباب أمام عدد من الاحتمالات لأمور يمكن أن تشملها المحادثات فيما نمضي قدماً”.
وقد عقد كيري، الذي يزور عمّان ضمن جولته في الشرق الأوسط، جلسة مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله.
تجنب انهيار مفاوضات السلام
يُذكر أن كيري يحاول تجنب أن تؤدي الأزمة الناشبة بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول ملف الاستيطان إلى انهيار مفاوضات السلام.
وقال كيري خلال لقاء في القدس مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز: “ليست مهمة مستحيلة”، وأكد في وقت سابق أنه “كما في كل مفاوضات ستكون هناك مراحل صعود وهبوط”، مشيراً إلى اقتناعه بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “مصممان على العمل” من أجل سلام دائم.
واستؤنفت مفاوضات السلام في نهاية يوليو بعد نحو 3 سنوات من التوقف بسبب خلافات عميقة حول القضايا الأساسية مثل مرجعية المفاوضات والاستيطان اليهودي في الأراضي الفلسطينية.
وتجري المفاوضات حالياً في أجواء أزمة ورغم العشرين اجتماعا التي عقدت فإنها مهددة بالفشل إلا إذا قرر الوسيط الأميركي التدخل بشكل حاسم، بحسب مسؤولين فلسطينيين ووسائل إعلام إسرائيلية.
وجاء آخر تعقيد إثر تصريحات مسؤولين إسرائيليين كبار قالوا فيها إن القادة الفلسطينيين والولايات المتحدة وافقوا ضمنياً على استئناف الاستيطان مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين، ونفت الولايات المتحدة والفلسطينيون هذه التصريحات.
وقال مسؤول فلسطيني كبير – طلب عدم كشف هويته – لوكالة فرانس برس “إن إسرائيل تزعم أن هناك اتفاقاً حول استئناف الاستيطان في مقابل الإفراج عن الأسرى، هذا خاطئ تماماً والوفد الفلسطيني طرح ذلك أمام الجانب الأميركي”.
وأكد كيري بعد اجتماعه بعباس في بيت لحم “نعتبر ولطالما اعتبرنا الاستيطان غير شرعي”، وحرص على توضيح أن كون المسؤولين الفلسطينيين والأميركيين على اطلاع على مشاريع الاستيطان فهذا لا يعني الموافقة عليها.
وأضاف الوزير الأميركي “في ما يتعلق بالعودة الى المحادثات، أود أن يكون جلياً تماماً أن الفلسطينيين لم يوافقوا في أي وقت من الأوقات وبأي شكل من الأشكال على قبول الاستيطان”.
تظاهرات بغزة ضد زيارة كيري
وفي قطاع غزة الذي تحكمه حماس المناهضة للمفاوضات، تظاهر بضع مئات من الفلسطينيين ضد زيارة كيري.
وعلاوة على تجميد الاستيطان يطالب المفاوضون الفلسطينيون بأن تكون مرجعية التفاوض الحدود التي سبقت الاحتلال الإسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة في يونيو 1967 مع تبادل أراض متماثلة.
وفي المقابل يريد المفاوضون الإسرائيليون أن تكون مرجعية التفاوض خط الجدار الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية الذي يعزل 9,4% من الاراضي الفلسطينية، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية.