في خطوة تاريخية، وجهت السعودية دعوة بطريرك أنطاكيا الماروني الكاردينال بشارة الراعي، لزيارة المملكة ولقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، باعتباره أحد الشخصيات اللبنانية والمسيحية البارزة في الشرق الأوسط.
ووفقا لوسائل الإعلام اللبنانية، فإن الزيارة “التاريخية” ستجرى خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا لما أكده القائم بأعمال السفارة السعودية في لبنان وليد بن عبدالله البخاري.
وجاءت تلك الدعوة “التاريخية” خلال زيارة أجراها البخاري للبطريرك، حيث سلمه دعوة لزيارة السعودية ولقاء العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد محمد بن سلمان.
وفي الوقت الذي يلتقي فيه السياسيون المسيحيون اللبنانيون في كثير من الأحيان مع قادة السعودية في الرياض، فإن الراعي سيكون أول بطريرك للكنيسة يزور المملكة، التي يحظر فيها ارتداء الصلبان.
وبدوره، كشف الكاردينال، مساء أمس الخميس، أن زيارته إلى السعودية ستكون بعد أسبوعين، و بأن الدعوة لهذه الزيارة وجهت له منذ عام 2014، حسبما أفادت جريدة “النهار” اللبنانية.
وأكد أن الزيارة تهدف إلى إطلاق حوار يمهد لثقافة بعيدة عن الإرهاب والتطرف، مضيفا أن “السعودية تحرص دوما على علاقات متوازنة مع كل المكونات اللبنانية، وبالأخص مع المسيحيين، وتشجع صوت الاعتدال والسلام والتسامح والعيش المشترك ويعكس رؤية السعودية للانفتاح”.
وتأتي الدعوة للراعي لزيارة المملكة وسط حملة يقودها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لتحديث وتطوير المجتمع الذي يسيطر عليه الفكر المحافظ، والذي تعهد بالقضاء على التطرف وإعادة المملكة إلى ما وصفه بالإسلام “المعتدل” في تصريحات له الشهر الماضي.
وقال بن سلمان، إن السعودية ستعيش حياةً طبيعيةً، مشدداً على أنه لن يسمح بأن تضيع 30 سنة مقبلة من حياة الشعب بسبب “الأفكار المتطرفة”.