رزان عياش، امرأة لبنانية في الـ 40 من عمرها، تعرضت للاعتداء الجنسي وهي في الخامسة من عمرها على يد زوج أمها. وعلى مدى سنوات تم الاعتداء على رزان من دون أن تتمكن من البوح عن مرارة تجربتها بسب تهديد الفاعل بقتل عائلتها إذا تفوهت بكلمة.
قساوة الحياة دفعت برزان إلى التكلم اليوم عن تجربتها المريرة في إطار الطاولة المستديرة التي نظمها التجمع النسائي الديموقراطي للتكلم عن موضوع العنف الجنسي ضد المرأة في لبنان.
رزان ليست الحالة الوحيدة في لبنان، بل هي نموذج عن سلسلة من الانتهاكات الجنسية التي حصلت في لبنان وسوريا في الآونة الأخيرة في ظل الصراعات المسلحة التي تعيشها هذه البلدان. وبحسب المنظمات النسائية، المرأة هي دائما الحلقة الأضعف التي تدفع الثمن الأغلى في مثل تلك الظروف.
وطالبت رزان العمل على استحداث قوانين تجرم وتحمي من كل أنواع العنف خاصة العنف الجنسي في العمل والاغتصاب داخل نطاق مؤسسة الزواج والاتجار بالنساء وغيرها من الحالات.
“الاغتصاب الزوجي”
تابعت رزان دراستها وتوظفت وسرعان ما تزوجت وأنجبت طفلة، لكن سوء حظها أوقعها بزوج كان يكثر من شرب الكحول والمخدرات، وكان تحت تأثير الكحول والأدوية المخدرة، يعنفها ويعتدي عليها جنسيا دون موافقتها.
وبعد سنوات، سافر الزوج الى الخارج وتم طلاقها منه لاحقا، تاركا معها طفلة في الثالثة من العمر لترعاها رزان.
وتحدثت كارولين سكر، منسقة “برنامج مناهضة العنف ضد المرأة”، عن مشروع قانون حماية النساء من العنف الأسري في لبنان الذي لم ينص على تجريم الاغتصاب الزوجي الذي “يشكل أسوأ أنواع العنف الأسري”، حسب قولها.
وكادت ابنة رزان أيضا تلقى المصير نفسه عندما حاول رب عمل رزان الاعتداء عليها قبل أن تنجح الطفلة يارا من قبضة يديه.
ويذكر أن التقارير المؤخرة تشير إلى ارتفاع أرقام السيدات اللبنانيات اللاتي يتعرضن للاعتداء حتى في ظل كل الحملات التوعية والإعلام والاعتصامات.
3 اعتداءات جنسية تتعرض لها السوريات
والمرأة السورية في لبنان كذلك لم تسلم من هذه المشكلة، حيث أكدت رولا المصري، عضو في جمعية “إبعاد”، أن هناك ثلاثة أنواع من الاعتداء الجنسي تتعرض له بعض اللاجئات السوريات.
أول هذه الاعتداءات، هو الاغتصاب الذي يعتبر سلاح حرب وهو يستخدم حاليا في النزاع الدائر في سوريا. ثاني اعتداء تتعرض له اللاجئات سببه الوضع الاقتصادي المتردي، حيث تعرض بعض اللاجئات خدمات جنسية مقابل المال. وفي هذا الصدد تقول المصري إنه من خلال المقابلات التي أجرتها الجمعية برزت حالات تقديم خدامات جنسية مقابل ملجأ أو مأوى.
وكذلك بعض اللاجئات يتعرضن لنوع آخر من العنف الجنسي الذي يمارس تحت عنوان “الزواج المبكر”، حسب المصري، التي تقول إن هذا “نوع من أنواع الاتجار بالبشر حيث يتم إتمام قران الفتيات مقابل مبلغ مادي”.
وتتابع المصري بالقول إن منظمة الـ”يونيسيف” ستنشر قريباً دراسة تؤكد أن 10% من الأطفال والنساء في سوريا يتعرضون إلى عنف جنسي.
لا للعنف الاسري في كل مكان في العالم