بعد أقل من 48 ساعة على عملية التفجير المزدوجة التي نفذها انتحاريان في إحدى مقاهي منطقة جبل محسن في مدينة طرابلس شمال لبنان، وأدت إلى سقوط نحو 9 قتلى وأكثر من 35 جريحاً حسب الإحصاءات النهائية، بدأت قوى الأمن الداخلي اللبنانية بمواكبة من القوات الجوية للجيش اللبناني الذي استخدم الطائرات المروحية، عملية أمنية صباح الاثنين، داخل سجن رومية، وتحديداً في المبنى “ب” حيث يتم حجز وتوقيف أكثر المطلوبين الإرهابيين، أو المتهمين، خطورة.
وقد جاءت العملية بحسب وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق “تطبيقا للخطة الأمنية” التي بدأت في طرابلس قبل أكثر من شهر ومن المفترض أن تشمل كل المناطق التي تشكل بؤراً أمنية خارجة عن سلطة الدولة في كل لبنان. وأضاف المشنوق أن توقيت العملية حصل “بعد رصد اتصالات بين عدد من المساجين وعناصر من داعش في طرابلس وأن الأمر له علاقة بالتفجيرين في جبل محسن”.
وكانت قوى الأمن الداخلي قد أصدرت بياناً أعلنت فيه عن قيام وحداتها بعملية تفتيش عن الممنوعات في سجن رومية من ضمنه المبنى “ب” حيث الموقوفين الإسلاميين. ما دفع بعض السجناء إلى افتعال أعمال شغب وإشعال الحرائق لعرقلة سير عملية الدهم والتفتيش.
وحسب وزير الداخلية فإن عملية الدهم والتفتيش قد تمت من دون وقوع إصابات خطرة، نافياً مقتل أحد عناصر الوحدة الأمنية في عملية الدهم، في حين أشارت مصادر في الوزارة مواكبة للعملية أنه تم نقل سجناء مبنى “ب” من الإسلاميين إلى المباني الأخرى التابعة للسجن.
وكانت القوى الأمنية قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة، فعمدت إلى قطع الطرق المؤدية إلى محيط سجن رومية لمنع أي تجمعات بشرية في المنطقة، في وقت نفذت وحدات الجيش اللبناني في مدينة طرابلس انتشاراً أمنيا وعززت انتشارها وإجراءاتها الأمنية في محيط سجون محافظة الشمال.
وعملت هذه القوى على فتح الطرق التي لجأ أهالي العسكريين المخطوفين إلى قطعها احتجاجاً على ما يجري في سجن رومية. في حين قام أهالي المعتقلين في سجن رومية إلى قطع طريق المنية فعمد الجيش إلى إعادة فتحها، والعمل على إعادة فتح الطرقات الفرعية في المدينة التي جرى إقفالها، في حين عمد عدد من الشبان على قطع الطريق عند مستديرة نهر أبو علي في طرابلس، كما تم قطع الطريق في بحنين في منطقة عكار. وعلى الفور دعا عدد من المشايخ والعلماء في مدينة طرابلس إلى العمل على ضبط ردود الفعل في المدينة بعد تطورات سجن رومية.
النصرة تلوح بذبح العسكريين رداً على اقتحام رومية
وأتى تحرك أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيمي داعش والنصرة ومحاولة قطع الطرق بعد التهديد الذي صدر عن جبهة النصرة التي توعدت “بمفاجآت” تتعلق بمصير من سمّتهم “أسرى الحرب لدينا”. وقد ربط بيان النصرة بين هذه المفاجآت وما سمّاه “التدهور الأمني” في سجن رومية.
إلى ذلك، نقلت مصادر إعلامية لبنانية عن مصدر إعلامي في “جبهة النصرة” حديثاً توجه فيه إلى أهالي عسكريي عرسال بالقول: “هل المطلوب منا تصفية أبنائكم؟ لا تلومونا إن بدأنا بتغيير أسلوبنا مع العسكريين”. وتابع المصدر: “هل نعتبر أن تصرف حكومتكم اللامبالي هو بمثابة استفزاز لنا لنبذح العسكريين”.
رد جبهة النصرة منتهى الوقاحة الله يقلعهن من لبنان