(CNN)– أعلنت المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، قرار الاتهام بحق حسن حبيب مرعي، وهو المتهم الخامس بالتورط في التفجير الذي هز العاصمة اللبنانية بيروت، في 14 فبراير/ شباط 2005.
وذكرت المحكمة الخاصة، في بيان الخميس، أن قاضي الإجراءات التمهيدية صدق قرار الاتهام بحق مرعي، وتم إرساله إلى السلطات اللبنانية، مرفقاً بمذكرة توقيف، “بصفة سرية”، في 6 أغسطس/ آب الماضي، وطلب البحث عن المتهم وتوقيفه ونقله إلى عهدة المحكمة.
وأشار البيان إلى أن المحكمة الخاصة منحت السلطات اللبنانية مهلة مدتها 30 يوماً، لتنفيذ القرار، إلا أن النائب العام لدى محكمة التمييز اللبنانية قدم تقريره السري، إلى رئيس المحكمة، سير دايفيد باراغوانث، في 6 سبتمبر/ أيلول الماضي، ذكر فيه أنه لم يتم العثور على المتهم.
وفي أعقاب انتهاء المهلة المحددة، طلب رئيس المحكمة الدولية من الحكومة اللبنانية “اتخاذ تدابير إضافية”، ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن البيان قوله: “ظلت جميع هذه الخطوات، حتى الآن، سرية، لمنح السلطات اللبنانية الفرصة الفضلى لاعتقال المتهم.”
وذكر البيان أنه “نظراً إلى الظروف الراهنة في لبنان، رأى رئيس المحكمة أن الجهود التي بذلتها السلطات اللبنانية كافية لتبرير إتباع سبل أخرى للبحث عن المتهم.”
وقرر رئيس المحكمة الشروع في مرحلة إعلان عام لفترة 30 يوماً، بمساعدة السلطات اللبنانية، وذلك لإيجاد المتهم، وتبليغه التهم الموجهة إليه، وإعلامه بحقوقه المضمونة بموجب القانون الدولي، داعياً السلطات اللبنانية إلى “تعزيز جهودها، وتكثيفها لاعتقال المتهم.”
يُذكر أن المحكمة الخاصة بقضية اغتيال الحريري سبق وأن أصدرت قرار اتهام بحق أربعة آخرين، هم: سليم جميل عياش، ومصطفى أمين بدر الدين، وحسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، وحدد قاضي الإجراءات التمهيدية 13 يناير/ كانون الثاني 2014، لبدء محاكمة المتهمين الأربعة.
وأثير جدل واسع في لبنان مطلع العام الجاري، بعد تسريب إحدى الصحف أسماء عدد من “الشهود” في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، حيث أدانت المحكمة الخاصة قيام صحيفة “الأخبار”، المقربة من “حزب الله”، بكشف أسماء الشهود، وقالت إن ذلك قد يعرض حياتهم للخطر.
أما النائب السابق والقيادي في تيار “المستقبل”، الذي كان يتزعمه الحريري حتى اغتياله، فقد ذكر، أن مسألة كشف الشهود “عملية منظمة ومبرمجة، لترهيب الشهود، ودفع بعضهم ربما إلى التملص من الإدلاء بالشهادة حول الجريمة.”
وقتل الحريري في 14 فبراير/ شباط 2005 عندما انفجرت قنبلة في موكبه في بيروت، مما أسفر عن مقتل 21 شخصاً وإصابة 231 آخرين، ووجه أنصاره أصابع الاتهام آنذاك إلى سوريا وحلفائها، إلا أن حكومة دمشق سارعت إلى نفي أن يكون لها أي دور باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل.