كما كان متوقعاً، لم تحمل ساحة النجمة جديداً، فجلسة انتخاب الرئيس الثانية تم تأجيلها أسبوعاً تستبعد الأطراف اللبنانية أن يشهد خرقاً لجهة التوصل إلى تسوية رئاسية.
وقال علي حمدان، مستشار بري، لـ”العربية” إن الأخير سيستمر وبإصرار نحو تكرار الدعوات لإتمام الاستحقاق الرئاسي وضمن المهل الدستورية.
وفي إصرار آخر على ضرورة التزام المهل الدستورية أجرى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اتصالاً برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أكد فيه الأول ضرورة أن يكون ذلك مدخلاً “لمزيد من الاستقرار في لبنان”.
ورفضت مصادر مطلعة أن تضع اتصال هولاند في خانة “التدخل”، معتبرة إياه بداية تحرك قد يخلق ديناميكية من الداخل والخارج، قد تسهل عملية التوصل إلى توافق حول شخص الرئيس، من دون أن يعني ذلك بالضرورة دعماً لمرشح جنبلاط، هنري حلو الذي أكد من جهته أنه مستمر في ترشحه حتى النهاية.
متابعة دولية حثيثة
ويؤكد اتصال هولاند من جهة أخرى ما تم تداوله في أروقة كافة القوى السياسية عن متابعة دولية حثيثة لموضوع الاستحقاق الرئاسي وتجنيب دخول لبنان في فراغ رئاسي قد يهدد الاستقرار النسبي الذي تم التوصل إليه إثر تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام بعد 10 أشهر من التعطيل، وما نتج عنها من خطط أمنية في طرابلس والبقاع.
وإن كانت المؤشرات تدل على أن حركة الاتصالات مرشحة لأن تتكثف خلال الأيام المقبلة إلا أن الترجيحات هي أن جلسة السابع من مايو سيكون مصيرها مثل سابقتها، أي تأجيل إضافي بسبب تعذر تأمين النصاب القانوني لعقد الجلسة في ضوء مقاطعة التيار الوطني الحر مدعوماً بحزب الله وبعض حلفائه لهذه الجلسات.
واعتبر مرشح فريق 14 من آذار سمير جعجع هذا الأمر تلاعباً على الدستور، داعياً الطرف الآخر الى الإعلان عن مرشحه وبرنامجه.
عون يعمل وفق استراتيجية محددة
هذا المرشح معروف طبعاً، ولكن لماذا لم يعلن الجنرال ميشيل عون عن ترشحه رسمياً حتى الآن؟ في الإجابة عن هذا السؤال قال النائب عن التيار الوطني الحر آلان عون لـ”العربية” إن الجنرال “يعمل وفقاً لاستراتيجية محددة وإنه نظراً لهذه الاستراتيجية فإن لحظة الإعلان عن ترشحه لم تحن بعد”.
مصادر داخل التيار الوطني الحر قالت إن ترشح الجنرال عون لا يحتاج الى إعلان فهو أمر مفروغ منه، ولن يحصل إلا في حال تأكد الجنرال أن ظروف الاتفاق على شخصه قد نضجت.
وتعليقاً على المعلومات التي تم تداولها إعلامياً والتي قالت إن رئيس كتلة تيار المستقبل سعد الحريري أبلغ ممثل عون وزير الخارجية جبران باسيل بأنه لن يدعم ترشيحه، قال المصدر: “لا شيء مقفلاً ولا شيء انتهى والمفاوضات لا تزال مستمرة”.
المفاوضات مستمرة
من جانبها قالت مصادر متابعة للملف إن المفاوضات مستمرة وعلى أكثر من صعيد، “الحريري يتحدث مع عون، وعون يتحدث مع حزب الله، وهناك قنوات أخرى، لكن حتى الآن لا توجد صورة واضحة حول من يمكن أن يكون رئيساً”.
وقال مصدر مطلع إن المحادثات لا تقتصر على موضوع “شخص” الرئيس إنما تشمل مناصب أخرى.
وبحسب هذا المصدر فإن عون وفي حال تأكده بأن موضوع الرئاسة لن يمر، فهو سيفاوض على مراكز أخرى وعلى رأسها قيادة الجيش التي سيعمل لكي تؤول الى أحد أبرز المرشحين له وهو صهره العميد شامل روكز.