في خضم أخبار تداعيات العمليات الانتحارية المتنقلة في المناطق اللبنانية، ولاسيما تلك الخاضعة لنفوذ حزب الله، تم الكشف عن معلومات أمنية حول مخطط إرهابي كبير كان يستهدف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
وأكدت وسائل إعلامية محلية امتلاكها “معلومات أمنية موثوقة” تفيد باعتراف موقوف منتمي لـ”كتائب عبد الله عزام”، أحد فروع تنظيم القاعدة في لبنان، بتخطيطه لاغتيال بري. وكانت الأجهزة الأمنية قد أوقفت محمود أبو علفا في محلة الطريق الجديدة في بيروت.
وأقرّ أبو علفا بتخطيطه لاغتيال بري بعد عملية الاغتيال تضمن عملية رصد ومراقبة قام بها عدة أشخاص لمكان سكن بري في العاصمة بيروت، ولأماكن أخرى كان يتردد عليها المسؤول باستمرار.
وأشار أبو علفا إلى أنه جمع معلومات عن مكان سكن بري بعد أن زار المكان أكثر من مرة ورصد المداخل المؤدية إليه، ومن ثم نقل هذه المعلومات إلى سراج الدين زريقات، القيادي في “كتائب عبدالله عزّام”.
منزل بري وأهداف أخرى
ويقع منزل بري في منطقة عين التينة، وهي منطقة سكنية وتجارية فيها حوالي خمسة تجمعات تجارية وفنادق ومدرسة، وبالتالي كان من الممكن أن تقع فيها أضرار جسيمة في حال تمت محاولة اغتيال بري.
وأشارت المعلومات الأمنية إلى أن سيناريو عملية الاغتيال كان يتضمن أكثر من انتحاري، لضمان تحقيق هدف الاغتيال بسبب الإجراءات الأمنية المشددة قرب مكان سكن الرئيس بري.
وأكدت مصادر مقربة من بري هذه المعلومات لـ”العربية.نت”، موضحةً أن مخطط الاغتيال يعود إلى العام الماضي.
وأضافت أنه في الأشهر القليلة الماضية وردت إلى بري معلومات أمنية تفيد بأن مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة وضعت مقربين من بري وعدداً من العاملين الأساسيين في دائرته على لائحة الاغتيال أيضاً.
وفي سياق متصل، كشف أبو علفا أن زريقات كلّفه أيضاً بمراقبة أهداف أخرى كالمستشارية الثقافية الإيرانية (التي وقع فيها تفجير انتحاري مزدوج الأسبوع الماضي) وتلفزيون المنار التابع لحزب الله ومنزل الوزير السابق وئام وهّاب الذي يقع بين المستشارية الإيرانية وتلفزيون المنار، كونه مقرباً من حزب الله ومن النظام السوري.
وتأتي هذه المعلومات بعد تمكّن أجهزة المخابرات من القبض على عدد من المطلوبين بدءاً من السعودي ماجد الماجد، الذي توفي في بيروت في المستشفى العسكري في يناير من العام الجاري، بعد توقيفه وهو في حال صحية متدهورة، مروراً بجمال الدفتردار وصولاً إلى الفلسطيني نعيم عبّاس الذي أدلى بمعلومات أمنية واستخباراتية هامة أدت إلى توقيف عدد من السيارات المعدّة للتفجير والقبض على آخرين منهم محمود أبو علفا.
“ضربة قاضية لحزب الله”
وعلّق على الموضوع، الكاتب الصحافي المتخصص في شؤون حزب الله، إبراهيم بيرم، الذي رأى أن “خطر هذه المجموعات الإرهابية بات أمراً حقيقياً وماثلاً في لبنان، وأن هذه المجموعات بدأت بتوسيع بنك أهدافها باتجاهات متنوعة: حزب الله، الجيش اللبناني، المصالح الإيرانية، لتشمل أيضاً رموزاً شيعية كالرئيس نبيه بري”.
ولم يستبعد بيرم، في حديث مع “العربية.نت”، أن تكون الأهداف القادمة لهذه الجماعات “رموزاً مسيحية معتدلة متحالفة مع حزب الله”.
واعتبر بيرم أن الرئيس بري لا يشكل خطراً مباشراً على تنظيم القاعدة، إلا أنه أرجع أسباب محاولة اغتياله لكونه “الواجهة السياسية لحزب الله والدرع الحامي له”.
ورأى بيرم أنه لو نجح مخطط اغتيال الرئيس بري، صاحب العلاقات الدولية والإقليمية القوية، لشكل ذلك “ضربة قاضية لجمهور حزب الله وللطائفة الشيعية في لبنان”، ويمكن أن “يشكّل عامل إحباط يسهم في زيادة الاحتقان في الشارع ويؤدي إلى فتنة سنية-شيعية، لن يستفيد منها سوى تنظيم القاعدة الذي يستفيد من أي توتر لمصلحته”.
ونقل بيرم عن مصادر عسكرية تأكيدها أن الجيش اللبناني استطاع توجيه ضربات إلى 80% من الخلايا الإرهابية، إلا أنه توقع أن تستمر هذه العمليات الإرهابية لأن هذه الخلايا تعمل بشكل عنقودي وليس عامودي.
إلا أنه توقع أن تخف وتيرة الأعمال الإرهابية في الأيام القادمة بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية وبسبب المعلومات الاستخباراتية التي باتت بحوزة أجهزة الأمن والمخابرات، والتي يمكن أن تؤدي إلى كشف المزيد من الخلايا الإرهابية.
لا مصلحة لأحد في قتلك إلا جماعتك هيدا إذا كان الخبر صح