يشيع لبنان الشهيد محمد شطح ورفاقه غدا الاحد، بعد صلاة الظهر، في مسجد محمد الامين وسط بيروت، حيث يُوارى الثرى قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وعلى الاثر، نعت عائلة الشهيد شطح بهدوء مؤكدة انها لن تنجر الى التطرف. من جهتها دعت الامانة العامة جميع اللبنانيين لاوسع مشاركة في تشييع شطح، مؤكدة ان الردّ على الجريمة سيكون في تشكيل الحكومة وانطلاق المحاكمات في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.
الشهيد يوارى الثرى الى جانب الرئيس رفيق الحريري
في بيان مشترك جمع دولة الرئيس سعد رفيق الحريري، والرئيس فؤاد السنيورة، وقوى 14 آذار، وتيار المستقبل ، وآل شطح وآل ميقاتي وآل كرامي تم نعي الشهيد شطح بحزن وأسى. وقد تم التوافق على ان يُصلى على جثمانه الطاهر غدا، الأحد، بعد صلاة الظهر في مسجد محمد الأمين وسط مدينة بيروت حيث يُوارى الثرى قرب ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الشهداء
هذا وتقبل التعازي للنساء وللرجال قبل الدفن في قاعة مسجد الأمين يوم السبت من الساعة العاشرة صباحاً ولغاية الساعة السادسة مساءً ويوم الأحد قبل وبعد الدفن في القاعة عينها.
كما تقبل التعازي في طرابلس يومي الإثنين والثلاثاء من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الساعة الواحدة ظهراً ومن الساعة الثالثة وحتى الساعة السادسة مساءً في فندق “كواليتي إن”.
زوجة الشهيد: الوطن باق باق باق
اعتبرت زوجة الوزير السابق الشهيد محمد شطح السيدة نينا شطح أن “لا خوف على الشارع السني المعتدل رغم التعنت والإجرام”، وأضافت: “هم يريدوننا أن نكون متطرفين لكن لا وألف لا، وهذا ليس مطلب الشهيد محمد ولا مطلب كل الشهداء ومن قرر إغتيال شطح هو الكافر والتكفيري”.
ووصفت السيدة شطح، خلال اطلالتها على قناة “المستقبل” زوجها الشهيد بـ”الإنسان العصامي والمفكر والطموح والرزين. كان جواباً جاهزاً لكل سؤال وكان يحب الناس ويحب لبنان وها هو قد ضحى بحياته من أجله؛ لبنان الإنفتاح”.
وقالت زوجة الشهيد: “لم يكن طموحي ان يصبح لقبه الشهيد..الله كبير وانا مؤمنة ومحمد كان مؤمناً بالله والعائلة والوطن”. واضافت “الوطن باق باق باق..”
نجل الشهيد: وسبب عدم مغادرته لبنان هو إيمانه ببلده
كذلك، تحدث نجل الشهيد راني عن والده، مؤكدا انه “موجود في لبنان بسببه فهو من ألحّ علينا بالعودة “، وأضاف: “أعرفه بروحه المرحة وهو لم يأخذ يوماً إجازة وسبب عدم مغادرته لبنان هو ضغط العمل وإيمانه ببلده”. وأشار الى ان والده كان “شديد التهذيب و دائم الإيجابية ولم يتلفَّظ بأي عبارة مسيئة لأحد طوال حياته”.
14 آذار: الرد على الجريمة سيكون في الحكومة والمحكمة
من جهة ثانية، أكد مصدر في قوى 14 آذار لصحيفة “النهار”، ان “الردّ على الجريمة سيكون في “الحكومة والمحكمة”، وعندما سئل عن امكان ايصال ملف الانفجار الى المحكمة الخاصة كما طالبت بذلك قوى 14 آذار، أجاب: “سيكون عبر الحكومة الجديدة”، لافتا الى الى ان “اللقاء المفصل سيكون في 16 كانون الثاني المقبل موعد انطلاق محاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري ورفاقه”.
وكانت الأمانة العامة لقوى 14 آذار قد نعت الشهيد القائد، وعاهدته على الاستمرار في طريق المقاومة اللبنانية الحقّة التي سقط عليها شهداء انتفاضة الاستقلال وربيع لبنان، من رفيق الحريري إلى ما بعد وسام الحسن. وهي تسأل الله أن يتغمّد الشهيد ورفاقه وسائر الضحايا الأبرياء برحمته، وأن يُلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. كما ودعت الأمانة العامة جميع اللبنانيين إلى المشاركة في تشييع الشهيد ورفاقه ظهر الأحد أمام جامع محمد الأمين في ساحة الشهداء، معبّرين عن غضبةٍ وطنية عارمة.
مصدر اميركي: لبنان قد دخل عملياً في 7 أيار جديد
أشار مصدر أميركي في حديث لصحيفة “الجمهورية” الى انه “من الضروري قراءة اغتيال شطح بعين أخرى، خصوصاً أنّ الحادث يأتي في سياق أحداث كبرى، ينغَمِس في وحولها جهات مختلفة”.
واعتبرت مصادر أن “الحادث قد لا يكون معزولاً عمّا يجري في المنطقة، إلا أنها تسعى الى محاولة تفسير سياق الاغتيال، إذ إنّ شطح ليس من الرموز المذهبية، ولا من الصقور الذين يمكن أن يؤدي اغتيالها الى موجة زلزالية في النسيج الاجتماعي، كما جرى مع اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، لكنّ اغتياله يشبه الى حد بعيد الاغتيالات التي تَلت اغتيال الحريري وطاولَت رموزاً وشخصيات غير مُغَطّاة شعبياً”، مضيفةً أن “ما جرى بعد ذلك أدى الى تهجير قسم كبير من قيادات تيار سياسي معين، إمّا الى الخارج أو الى داخل بيوتهم. وهذا ما جرى أيضاً في ما يسمّى السابع من أيار عام 2008”.
وأضافت أن “لبنان قد دخل عملياً في 7 أيار جديد، على رغم نَفي أوساط لبنانية محسوبة على تيّار معيّن هذا الأمر، فاغتيال شطح يشبه تماماً ما جرى عام 2005، ويأتي في سياق تقييد الحركة السياسية ااجهات المعارضة، ورداً على المأزق الاستراتيجي الذي دخله الطرف الذي انغمسَ في الحرب السورية”.